السبت، 11 فبراير 2012

ألبير أودرزو Albert Uderzo

قيل


سيناريست، رسام وملوّن فرنسي
من عمالقة البند ديسينيه
مواليد 25 / أبريل / 1927
وفيات 24 / مارس / 2020.

من أعماله:
سلسلة أستريكس
سلسلة أومباباه


توفي أودرزو عن عمر 92 عامًا في منزله (Neuilly) كما صرّح بذلك زوج ابنته (Bernard de Choisy) للصحافة. 
لا علاقة لفيروس كورونا بوفاته.

بقلم م. هيثم حمد الله

من مجلة سوبر تان تان بقلم د. محمد الجندي



إعداد الفنان ضياء أنور
 

بقلم د. محمد الجندي


البرت أودرزو

حياته الأولى
ولد البرت أودرزو في 25 ابريل 1927م  (81 عاما) بمدينة نورماندي بفرنسا، حيث كان والداه قد أتيا حديثا من ايطاليا. اسمه جاء من اسم قرية إيطاليه تدعى أودرزو، حيث يعود إليها جذور شجرة عائلته. كان طموح طفولته أن يصبح طيارا، بالرغم من موهبته الفنية التي كانت واضحة في سنواته المبكرة.

ولد أودرزو بداء عمى الألوان، وله أصبعين زائدين في يديه (اللذان تم إزالتهما فيما بعد بعملية جراحية). أودرزو حصل على الجنسية الفرنسية عام 1934م، وأثناء الحرب العالمية الثانية، في سن العاشرة غادر أودرزو باريس وقضى عام في بريتاني غرب فرنسا، حيث عمل في مزرعة وساعد والده في تجارة الأثاث.

بدأ أودرزو عمله الناجح كفنان بفرنسا بعد الحرب عام 1945م، بإبداعات من الكوميكس مثل فلامبرج و كلوبينارد، الرجل العجوز ذو القدم الواحدة الذي يتغلب على التمييز. في عامي 1947-1948م ابتدع  أنواع أخرى من الكوميكس مثل بلوي و اريس بك.

العمل مع جوسيني
بعد عدة إبداعات وترحال لسنوات قليلة، تعرف في آخر الأمر على رينيه جوسيني عام 1951م. أصبح الرجلان سريعا صديقين حميمين، وقررا العمل معا في عام 1952م في المكتب المفتوح حديثا للشركة البلجيكية، مطبعة العالم. كان إبداعهما الأول جان بيستولت. في عام 1958 بدءا جوسيني و أودرزو العمل في اومپا پا حتى عام 1962م، بالإضافة إلى عدة سلاسل أخرى.  

في عام 1956م أصبح جوسيني رئيس تحرير و أودرزو مدير فني لمجلة بيلوت، التي كانت تسعى إلى مجازفة جديدة في عالم الطفولة. الطبعة الأولى من المجلة قدمت استريكس إلى العالم الفرنسي.

قُدم استريكس كسلسلة في مجلة بيلوت، ولكن في عام 1961م طبعا الاثنين الألبوم الأول، استريكس الغال، كألبوم مستقل. عند العام 1967م أصبح الكوميكس أكثر انتشارا و شعبية حتى قرر كلاهما تكريس وقتهما للسلسلة.  

منذ زمن فاجعة رحيل جوسيني عام 1977م، كتب و رسم  أودرزو القصص بمفرده ببطئ شديد (الآن حوالي البوم أو اثنين كل 3-5 أعوام، بالمقارنة بألبومين كل عام عندما كان يعمل مع جوسيني). الفخر الرئيسي لمطبوعاتهما مازال هو أن يكتب على الغلاف "جوسيني و أودرزو".

العائلة
أودرزو له ابنة واحدة، سلفيا أودرزو مع زوجته ادا. من يتأمل شخصيتي باناكيا و بيزا في البوم استريكس الغال، يجد أن أودرزو قد بنى الشخصيتين على زوجته ادا وابنته سلفيا.

الجوائز
حصد أودرزو عدة جوائز عالمية وطبقا لفهرس اليونسكو للترجمة، يعتبر أودرزو هو المؤلف العاشر في ترتيب الأعمال الفرنسية المترجمة إلى اللغات الأخرى، والثالث في ترتيب الكوميكس المترجم من اللغة الفرنسية بجانب جوسيني و هيرجيه.


Uderzo

====================

بقلم: صاحب مدونة (عرب اسبريسو)

ألبرت أودرزو

أخيراً !
بصراحة أنا متشوق منذ فترة لأتكلم وبالعربية عن ألبرت أدرزو، الرسام الكبير الذي رسم أستريكس وأوبليكس، وأظرف فنان قصص مصورة على الإطلاق كما أعتقد، إنسان رايق لحد لا يوصف ولديه إحساس عميق يجعله ببعض ضربات خفيفة بقلم رصاص ينتزع منك البسمة مهما كنت غاضباً أو مهموماً.

إنهم مجانين أولئك الرومان !

مقدمة صغيرة جداً عن عالم أستريكس وأوبليكس، القصة باختصار هي السخافة بعينها !
فنحن نتحدث عن قرية غالية صغيرة في فرنسا أيام الإمبراطورية الرومانية وبالتحديد عصر يوليوس قيصر، و تشدد السلسلة على أن كل فرنسا كانت محتلة – باستثناء تلك القرية – !
السبب بسيط، حيث تقول الأسطورة أن الساحر الغريب الأطوار بانوراميكس  – ذو الرؤية الواسعة – يتمكن من تركيب سائل سحري يعطي من يشربه قوة عجيبة ..
باستثناء أوبليكس – اسمه مشتق من أوبليسك والتي تعني المسلة – مثل المسلة المصرية – و ذلك لأنه كان قطاع حجارة – أي الأخ مهنته فاعل بالتعريف المعاصر –
  الذي سقط في قدر السائل السحري عندما كان صغيراً، الأمر الذي بسببه صار له قوة دائمة، فإن أفراد القرية بحاجة لشرب السائل السحري في كل مرة يحاول الرومان احتلال القرية بالقوة !
الحبكة الأساسية كلها مبنية على محاولات اختراق لمعرفة تركيب السائل السحرى ومحاولات اختراق مضادة وعلقات ساخنة يتلقاها الجنود الرومان كل مرة على يد أستريكس وأوبليكس – وببرودة دم تثير الضحك – !!
كما لاحظ الأذكياء منكم فالاسم ذو رنين إيطالي واضح، حتى أن بعض شرائط السباغيتي ما تزال عالقة بالواو وملوثة الهمزة بشيء من الكاتشاب، وقد ورث رسامنا هذا الإسم – كما ورث حس الدعابة كما أعتقد – من أبوين إيطاليين مهاجرين لفرنسا، وهي مفارقة طريفة بأنه أحد أكثر أحفاد يوليوس قيصر سخرية منه! وعلى يد بعض القرويين الفرنسيين البسطاء وساحر غريب الأطوار يدعى بانوراميكس .. ما علينا ..

اكتشف عالم القصص المصورة بداية مع روايات ميكي ماوس.. لكن هذا الطفل الصغير المولع بقصص ميكي ماوس كانت لديه مأساة من نوع خاص.. فقد كان للأسف مصابا بعدد من التشوهات الوراثية التي قد تجعل أياً منا شخصاً معقداً و يائس الطموح .. أولها أنه كان مصاباً بنمط من سوء الإبصار الدالتوني، والذي بسببه لا يستطيع التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر، المشكلة الثانية كانت في كونه يمتلك ستة أصابع في كل يد! وطبعاً ليست المشكلة مجرد مشكلة أصابع بل تلحقها مشاكل مفصلية كانت تمنعه حتى من أداء التحبير لرسوماته بشكل صحيح! لذلك كانت مهام التلوين دوما والتحبير دوماً ملقاةً على مساعدين.. تخيلو كيف استطاع هذا الشاب الصغير تجاوز كل هذه التحديات وأن يحجز له مكاناً بين أفضل عشرة رسامي قصص مصورة على مدار التاريخ ..



الفضل الكبير والهام في اكتشاف موهبته عائداً لأخيه برونو، والذي استطاع كما يبدو أن ينظر عبر القناع الجسدي الواهي ويرى بذرة ذلك الفنان العظيم داخل أخيه الصغير، وعلى فكرة بشكل عام قليلة هي روح المساعدة بين الذكور من الإخوة ، فهم دوماً يوضعون في أوضاع تنافسية ومقارنات سخيفة عن الأفضل والأحسن عمداً أو بدون قصد .. لذلك أسعد كثيراً عندما أسمع بقصص من هذا النوع الذي أقصه لك الآن .. لو كنت أخاً أكبر فأنصحك بإعادة النظر في تقييمك لإخوتك الصغار !
قام الأخ الأكبر إذن  – مع العذر من جورج أورويل – بإرسال شقيقه لناشر كتب باريسي، عله هناك يتعلم ألفباء مهنة الطباعة والإخراج ويلتقي بأناس من الوسط الفني يكونون عوناً له .. وقد كان .. فقد تعلم الصغير أساسيات المهنة من تنضيد للحروف وروتوش للصور .. إلخ، وتعرف على أشخاص شجعوه على التركيز على الرسم مرةً أخرى ليبدأ مجموعات مختلفة من القصص المصورة
Junior  , Belloy, Le Prince Rollin , Arys Buck, وليشارك حتى في أعمال كوميك من نمط Captain Marvel Jr.  و Les Amours célèbres.
في عام 1950 يلتقي برينيه جوسيني – مؤلف قصص أستريكس -  في بروكسل، والظاهر أن نوعاً من الإعجاب المتبادل قد نمى بين الكاتب والرسام  لتبدأ بينهما بعض الأعمال المشتركة البسيطة كبداية..
في العام 1955 يؤسس كل من جان ميشيل شارليه وجوسيني وجين هيبرارد وأدرزو دار نشر لها وكالاتان فرعيتان : هما إيدي فرانس و إيدي برس، في نفس الوقت الذي يستمر فيه أدرزو بالعمل على الكثير من الأعمال في وقت واحد لسيناريوهات من شارليه وجوسيني بعضها نشر في مجلة تان تان مثلا مثل قصص عائلتي موتونتت وكوكالان مع سيناريو جوسيني
في عام 1959 يبدأ  أدرزو العمل على أهم عملين  في حياته الفنية هما سلسة الطيران المسماة تاجيني و لافردور، والعمل الثاني الأهم طبعاً هو السلسة الكوميدية : أستريكس البطل الغالي  Astérix le Gaulois – المقصود قبائل قبائل الغال -  والتي كتب لها النجاح، ومنذ عام 1960 يبدأ أدرزو بالتخلي التدريجي عن كافة سلاسله الأخرى ليتفرغ لعمله المميز أستريكس. ويصل لمعدل إنجاز يقترب من ألبوم واحد في السنة – وهو مقارب لمعدل عمل هيرجيه – ولكن يبدو أن كلاً من السيناريست والرسام كان متحكماً بجزء لا بأس به من العائد التجاري لقصصهما المشتركة، وذلك عبر  إنشاء ستوديو Idéfix المسؤول عن الألبومات وكافة المنتجات الملحقة من مجسمات وألعاب وملصقات، وبرأيي طبعاً هذا ليس عيباً بل وبالعكس أشجع كل فنان على هذا النهج بدل الارتهان لشركة النشر والتوزيع مصاصة الدماء، للأسف من النادر أن ترى منتجاً يعطي مبدع العمل الأصلي حقه المادي.
في العام 1977 تحدث مأساة مؤلمة في حياة أدرزو، وهي وفاة المؤلف الكبير جوسيني، يقول أدرزو نفسه عن الواقعة بأنها جعلته جالساً بلا قدرة على الحراك مدة 24 أو 48 ساعة متواصلة
أستمر أو لا أستمر؟ تلك هي المسألة !
كان أستريكس في مرحلة شعبية جارفة عندما توفي جوسيني، والسؤال الصعب المطروح هل يكمل أدرزو المشوار وحيداً أم يتوقف؟ أم هل عليه البحث عن سيناريست آخر يحل محل جوسيني؟ الواقع أن الخيار ليس بالهين، وكان كل أصدقاء أدرزو والنقاد يحثونه على التوقف وعدم تدمير السلسلة رأفة بها و به. من المفهوم على أي حال من وجهة النظر الإنسانية أن التوقف انتحار، هل تستطيع أنت التوقف لو كنت في مكانه؟ يجب المحاولة على الأقل .. وهكذا يقرر أدرزو الإستمرار وحيدا.
في العام 1980 يصدر ألبوم استريكس Le grand fossé أو الحفرة الكبيرة، ومنذ البداية تنهال عليه انتقادات من أن أسلوبه يكاد يكون تقليداً طبق الأصل لجوسيني !!! وبصراحة أنا هنا لم أعد أفهم شيئاً، فهذا هو المطلوب في المقام الأول! وأعتقد أن القراء رضوا تماماً عن ذلك، لعقد مقارنة طفيفة أذكر هنا لمحبي روايات مصرية للجيب وفاة الأستاذ إسماعيل دياب رسام أغلفة السلاسل العتيد، والآن وبغض النظر عن رأيي الشخصي بمستوى رسوماته إلا أن التغيير كان صعباً جدا على القراء، وأصبحت إحدى المشادات الشهرية الانتقادات المستمرة للأغلفة الجديدة وعدم اقترابها من الأسلوب القديم الذي أصبح طابعاً مميزاً للسلاسل التي احبها القراء.
السلسلة استمرت وقتاً طويلاً، مستفيدة من طول العمر والصحة للسيد أدرزو، وهي مستمرة حتى يومنا هذا! لكن لا بد من الاعتراف بأن العام 2000 هو النهاية الفعلية، و كل ما صدر بعده لا يقترب من المستوى السابق المعهود، وفي النهاية تحولت الأعداد من قصص مصورة strips  لروايات مصورة comic novels ، أي أن الكوادر اختفت لتحل محلها النصوص الطويلة والتي تتخللها صور من حين لآخر، والألبومات تتحدث عن بعض المراحل المغيبة في القصص القديمة مثل قصة وقوع أوبليكس في القدر السائل السحري وهو صغير مثلاً، و لا شيء جديد، تظل تجربة ممتعة للقراء المخضرمين لكنها لن تجلب قراء جدد للسلسلة كما أعتقد.
حتى في الألبومات المنشورة قبل العام 2000، يلاحظ القارئ الكثير من النكت – الجوانية – التي لا يفهمها سوى القراء المخضرمين، والذين أصبحو لا يتابعون من أجل الحبكة بقدر ما يتابعون من اجل تلك – القفشات – الظريفة لا أكثر ..
سفينة قراصنة قادمة من بعيد .. أوبليكس يقفز فرحاً .. لا .. مستحيل !! و أنت تموت من الضحك ! هل فهم أحدكم شيئا ؟!
مر المستوى الفني لأدرزو بتطور مستمر مع التقدم بالعمر والخبرة، وهو أمر طبيعي للوهلة الأولى، عدا أن القراء سيصدمون فعلاً عندما يشاهدون الألبومات الأولى لأستريكس و أوبليكس، للتذكير فقط ولعدم عقد مقارنات مع تان تان فإن كل ألبومات تان تان القديمة تمت إعادة رسمها بالكامل، ما عدا أول ألبوم يصدر بسبب ردائته الفظيعة وعصيانه حتى على الإعادة! لكن الأمور تقاس بالمتوسط العام والخواتيم كما تعلمون، والنهاية هي أسلوب رسم متميز ورفيع جداً
من النقاط العظيمة لدى أدرزو قدرته على الرسم بأنماط و styles مختلفة ومتباعدة كلياً، لاحظ الفرق بين رسومات سلسلة تانجي ولافردور وسلسلة أستريكس وأوبليكس مثلا .. وهو شيء نادر فعلاً، القاسم الوحيد الذي لا يمكن محوه في السلاسل هو الطابع الظريف مهما حاول أن يكون جدياً.
شخصيات أدرزو وبخلاف هيرجيه مثلاً تنبض بالتعابير الإيمائية .. حتى أنك تستطيع أن تستمتع بالصور بدون أن تقرأ أو تفهم كلمة واحدةً من الحوار !

و ستظل تضحك طويلاً أمام بعض السكتشات مهما بدت لك الحكاية واسعة. من أصغر وضعية لإنحناءة جسم أو لفتة وجه  أو زاوية ثني أصبع تستطيع العيون الحساسة أن تجد دلالات ما، ولذلك أعتبر أدرزو مرجعاً هاما لكل من يريد تعلم فن رسم القصص المصورة.
انظر مثلاً مجموعة التعبيرات الظريفة الموجودة في الأسفل، موجودة للتحميل على موقع أستريكس الرسمي و تسمى بالسمايليكس ! أو السمايليز مع إضافة اللاحقة الشهيرة للأسماء الغالية !


====================
بقلم: أحمد طاحون
أوديرزو لا يقهر حتى في سن الـ 85... مثل بطل قصصه «أستريكس»
قيل

أوديرزو لا يقهر حتى في سن الـ 85... تماماً مثل بطل قصصه «أستريكس»

23 أبريل 2012
باريس - أ ف ب -
ما زال ألبير أوديرزو، الذي يحتفل الأربعاء بعيد ميلاده الـ85، يتابع بدقة الإعداد لألبوم «أستريكس» الجديد الذي بات الآن بين أيدي أصدقاء منذ توقفه عن الكتابة. ويؤكد مبدع القصص المصورة وبطلها الصغير من بلاد الغال: «ما زلت أشرف على كل شيء عن كثب».

ويقول أوديرزو، اليقظ دائما: «أستريكس ما زال حياً! وأنا لم اتقاعد بعد. أنا بصحة جيدة، وإن كنت أقل نشاطاً بسبب السن، لكنني أشرف على كل ما يتعلق بشخصية أستريكس عن كثب، وكل ما ينجز تمهيداً لإطلاق الألبوم المقبل». ويوضح الفنان، الذي ولد في عائلة مهاجرين إيطاليين، أن العمل على الألبوم الجديد يتقدم، «ويتولاه فريق جيد، مع أن المؤلفين الجدد أبطأ، وهذا طبيعي، يبدو أنه من الصعب الرسم مثلي». ويؤكد: «أعطي رأيي، أصحح وأصوّب، أنا متطلب جداً!»، ويضيف: «نأمل أن يصدر الألبوم نهاية العام الجاري».

مؤلف القصص المصورة جان-إيف فيري، الذي يتعاون مع استديوهات ألبير-رينيه منذ سنوات، وهو صاحب كتاب «ديغول آ لا بلاج» و «روتور آ لا تير»، تسلم المشعل بمساعدة الرسام فريدريك ميباركي الذي يقف وراء كل المؤثرات البصرية في المنتجات المشتقة عن «أستريكس».

وتعود سلسلة القصص المصورة إلى أكثر من 50 سنة، أصدرت خلالها 34 ألبوماً، حققت نجاحاً هائلاً ويسعى القيّمون إلى تنشيط تاريخها الذي أدمنت عليه أجيال من القراء صغاراً وكباراً، «وهذا أمر خطر، لكن لا بد من المغامرة لأن هذه رغبة القراء»، كما قال أوديرزو في أيلول (سبتمبر) الماضي لدى دار «هاشيت ليفر» التي كانت تحتفل ببيع 350 مليون ألبوم من «أستريكس وأوبيليكس».

وهل سيحتفل أوديرزو بميلاده الخامس والثمانين بحفاوة، على طريقة موائد الطعام الشهيرة في مغامرات «أستريكس»؟

يقول أوديرزو: «أنا وزوجتي لم نعد نرغب الاحتفال بعيدي ميلادنا. فكل أصدقائنا رحلوا. لم نعد نشعر بلذة الاحتفالات». ويضيف: «لم يعد لدينا علاقة مع ابنتنا ومع حفيدينا البالغين 23 و15 سنة. الأمر مؤلم فعلاً».

وبدأ الخلاف بين اوديرزو وابنته عندما اشترت «هاشيت ليفر» غالبية رأسمال ألبير-رينيه، الذي استثمر العام 2008 باتفاق لإصدار تسعة ألبومات عن مغامرات «أستريكس». واحتفظت سيلفي أوديرزو يومها بنسبة 40 في المئة من الحصص، باعتها بعد ذلك الى «هاشيت» التي باتت تمتلك «الكاتالوغ» كاملاً. وهي تعتبر أن والدها كان هدفاً لأشخاص يريدون السيطرة على ثروته وتقدمت بشكوى ضد مجهول. ويقول اوديرزو: «سيخلص التحقيق قريباً إلى انعدام الأسباب الموجبة لإقامة دعوى».

في آب (اغسطس) 1959، ابتكر الثنائي غوسيني وأوديرزو شخصية «أستريكس»، خلال جلسة على شرفة شقة في بوبينيي حيث كان الرسام يقيم. في 29 تشرين الأول (أكتوبر) التالي، ظهرت شخصية «أستريكس» في مجلة «بيلوت» حيث كان أوديرزو يرسم، وحققت القصص المصورة نجاحاً مدوياً.

وأحبطت وفاة رينيه غوسيني، العام 1977، أوديرزو، لكنه قرر الاستمرار على رغم ذلك. ويوضح: «استاء البعض، لكن عددهم لم يكن كبيراً، الكثير من السلسلات تواصلت من دون مؤلفيها التاريخيين».

وقبل الألبوم الجديد، سيكون محبو «أستريكس» على موعد مع بطلهم الصغير في خريف العام 2012 في فيلم لوران تيرار «أستريكس وأوبيليكس في خدمة جلالته»، مع جيرار دوبارديو في دور «أوبيليكس» وإدوار بار في دور «أستريكس».

وقال أوديرزو: «سأمنع إنجاز أي فيلم (من السلسلة) من دون جيرار دوبارديو، إنه يجسد أوبيليكس فعلاً!». وترجمت مغامرات «أستريكس» المقدام إلى 111 لغة، وهو يبقى ظاهرة فريدة من نوعها في عالم القصص المصورة، مع منافسه «تان تان».


إعداد أبي فؤاد
 




















الحزن لفراق والدهم المعنوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق