لقد عادت الكوميكس الألمانية من جديد
الرسامون والرسامات والتوجهات في
العشرين سنة الماضية
نمت بذرة جديدة للكوميكس الألمانية في إطار مجموعة رسامين من
برلين الشرقية. إن المناخ الصديق للكوميكس الذي ساد في الجامعات الألمانية شجع
بشكل ملحوظ على تطوير اتجاهات جديدة وعلى توسيع قاعدة موضوعات وأنماط الكوميكس.
يرجع الفضل في استعادة ألمانيا
لموقعها على خريطة العالم للكوميكس إلى توحيد جمهورية ألمانيا الاتحادية وجمهورية
ألمانيا الديمقراطية (دي دي إر). في هذا الصدد أسهمت ألمانيا الشرقية
بالنصيب الأكبر – على الأقل فيما يتعلق بتركيز الاهتمام على الجوانب الجمالية
بدلًا من تلك ذات الطابع الاقتصادي البحت.
جميع فناني الكوميكس التالي ذكرهم استمدوا أشكالًا سردية وأنماطًا أسلوبية عريقة من بلدان أخرى، سواء "ماتياس شولتهايس" أو "رالف كونيج" فيما يتعلق بالفنانين العالميين؛ أو "فالتر مورس" أو "روتجر فيلدمان" الملقب بـ بروزل فيما يتعلق بالنجاحات المحلية؛ أو "هانس هيجن" أو "رولف كاوكا" من فترة الخمسينيات والستينيات. سواء كانت تلك المؤثرات من الخمسينيات من مجلة الكوميكس الأمريكية (ماد) أو (جنون) التي أسسها "والت ديزني" أو من فرنسا أو من رسوم مترو الأنفاق الأمريكية.
مجموعة
"المستقبل المشرق - جمعية إنتاجية حرفية"
أولى القصص الألمانية المصورة تعود
إلى "فيلهلم بوش" و "أو إريش أوزر"
الذي عرف باسم إ. أو. بلاوين؛ فهو من قام برسم سلسلة الكوميكس (الأب والابن) في الفترة بين عامي ١٩٣٤ و١٩٣٧. إلا أن تلك
الكوميكس الطليعية التي بدأ ظهورها منذ عام ١٩٩٠ يمكن اعتبارها مرة أخرى من
الكوميكس القائمة بذاتها .
e. o. Plauen Wilhelm Busch
بدأت نواة هذه الكوميكس في برلين، ولا نستطيع هنا أن نذكر أسماء أفراد بل مجموعة: مجموعة من الفنانين من شرق برلين أطلقت على نفسها اسم "المستقبل المشرق – جمعية إنتاجية حرفية" في إشارة ساخرة إلى التعاونيات الإنتاجية الحرفية المعروفة في الأنظمة الاشتراكية. تكونت تلك المجموعة بعد التحول السياسي عام ١٩٨٩ مباشرة وضمت "أنكه فويشتنبرغر" و "هولجر فيكلشيرير" و "هينينج فاجنبريت" و "ديتليف بيك".
ATAK Wagenbreth Anke Feuchtenberger
كان جميعهم من ألمانيا الشرقية حيث درسوا الرسم على أسس متينة مما عاد عليهم بالفائدة، إذ أنهم درسوا تلك التقنيات في ألمانيا الشرقية التي تم نسيانها منذ فترة طويلة في أكاديميات الفنون وغيرها من مراكز التدريب في ألمانيا الغربية. إن العمل بأسلوب الطبع اليدوي والحفر على الخشب واللينو وفن الخط وتصميم الكتب يمثل الأساس الفني لهذه المجموعة البرلينية المكونة من أربع فنانين. كما يوجد رسامون ورسامات كوميكس آخرون أصغر سنًا قد استفادوا أيضًا من الدراسة التقليدية في ألمانيا الشرقية منهم "جيورج باربر" المعروف باسم أتاك و "كات مينشيك".
الفضول تجاه الكوميكس
إلا أن أفراد مجموعة "المستقبل المشرق – جمعية إنتاجية حرفية" كانوا في مقابل ذلك شديدي الحرص على استكشاف هذا النمط السردي. فلقد فضلوا إنتاج الكوميكس حتى وإن كان مصدر رزقهم الوحيد يأتيهم من أعمال رسومية أخرى. عدم تعلق هؤلاء الفنانين بالمقابل المادي للقصص المصورة سمح لهم بإجراء تجارب لم يتجرأ أحد من رسامي الكوميكس المشهورين في ألمانيا الغربية على القيام بها حتى لا يعرضون نجاحهم التجاري للخطر. ولقد سارت تلك المجموعة البرلينية في رسوماتها عن وعي على نهج المذهب التعبيري بصفته الاتجاه الفني الحديث الرئيسي الذي يمكن بالفعل اعتباره ألمانيًا.
قصص
مصورة قاتمة
ولقد أحدث هذا التقليد ضجة كبيرة على
المستوى العالمي، لأنه فجأة أعيد اكتشاف أشياء في الكوميكس الألمانية كانت معروفة
بالفعل كإنجازات في تاريخ ألمانيا الفني. إن القصص المصورة لتلك المجموعة من
الرسامين كانت في الغالب قاتمة وذات ملامح وجودية أو هجائية ساخرة، ولذلك يمكن
ربطها مباشرة بتلك الحقبة التي تحولت فيها برلين على مدى عقد كامل إلى العاصمة
العالمية للفن: وذلك في
العشرينيات خلال جمهورية فايمار.ما وراء الحدود
صدرت هذه الكوميكس في عام ١٩٩٨ في
فرنسا أولًا ثم بعدها بعامين قامت دار نشر سويسرية بنشرها باللغة الألمانية.
هذا المثال لا يزال ينطبق علينا حتى
يومنا هذا: الكثير من الرسامين والرسامات، ولا سيما أصحاب الموضوعات
الأكثر تعقيدًا ينعمون في الخارج وخاصة في فرنسا بحال أفضل بالمقارنة بأوطانهم. إن
كل من "أولف كيينبورج"
المعروف باسم أولف
ك و"باربرا يلين" و"ينس هاردر" نشرت لهم أعمال في الخارج أكثر مما
نشر لهم في ألمانيا نفسها؛ يرجع ذلك جزئيًا إلى اختيارهم للموضوعات التي تعتبر ذات
طابع ألماني خالص وفقًا للمفهوم الدولي ولذلك تلقى قبولًا حسنًا في البلدان الأخرى
بصفة خاصة.
أولف ك باربرا يلين ينس هاردر
المذهب
الرومانسي والحديث

إلا أن السبب وراء نجاح الكوميكس الألمانية لا يقتصر بأي حال من الأحوال على الأنماط السردية الطليعية فقط. فمنذ أن شغل الجيل الأقدم من الرسامين بعض وظائف التدريس في الكليات الفنية – "فويشتنبرغر" في همبورغ و"فاجنبريت" في برلين و"دورجاتن" في كاسل و"توم ديك" في إسن و"أتاك" في هاليه – ساد في الجامعات الألمانية أخيرًا مناخ صديق للكوميكس، مما كان له أثر إيجابي على القصص
المصورة بشكل عام. ولقد ظهرت بعض القصص المصورة الأكثر نجاحًا في السنوات العشر الأخيرة كمشروعات تخرج في الأساس، ولعل أبرزها (هيلد - بطل) لـ "فيليكس جورمان" المعروف بـ فليكس و(فير كونن نوخ فروينده بلايبن) (لا زال من الممكن أن نكون أصدقاء) لـ "ماركوس فيتسل" المعروف بـ ماويل. إن الكوميكس الأولى (هيلد) عبارة عن سيرة ذاتية خيالية من ألمانيا الغربية والأخرى سيرة ذاتية واقعية من ألمانيا الشرقية. ولا يزال نطاق موضوعات وأنماط الكوميكس مستمر في وتيرة الاتساع.
لقد تكون مركزان للكوميكس: أحدهما في
برلين، حيث أحدثت مجموعة الكوميكس "مونوجاتاري"
(الكلمة اليابانية للقصص) ضجة كبيرة؛ والأخرى في همبورغ حيث كانت الدورات
التدريبية لـ "أنكه فويختنبرجر"
بكلية التصميم السبب في بروز شريحة من فناني الكوميكس الشباب والتي استفادت بدورها
من وجود ثلاثة فنانين آخرين من ذوي الشهرة في نفس المدينة: "مارتين توم ديك" و"ماركوس هوبر" و"إيزابل
كرايتس".
مبدأ
سردي غير معروف
نجاحات
دولية
القصص
والأساليب الخاصة
هناك عامل مشترك يجمع بين هؤلاء
الفنانين ويتمثل في أنهم لم يتلقوا أي تدريب فني بالمقارنة بالرسامين والرسامات الذين تم
ذكرهم سابقا، وإنما بدءوا كهواة وشقوا طريقهم من خلال مسابقات المواهب. ولذلك
فإن التصنيف في مدارس أو وفقًا للتقاليد يلعب دورًا أقل أهمية بالنسبة لـ المنجاكا
بالمقارنة برسامي الكوميكس الآخرين. إن الهياكل الأكثر انفتاحًا الخاصة
بتلك الشريحة قامت بتعزيز الكوميكس الألمانية بدماء جديدة خاصة في المجال التجاري
الشعبي. كما عملت جمالية المانجا، التي حققت نجاحًا عالميًا منذ فترة طويلة، على
تأكيد شهرة الفنانين والفنانات من الشباب خارج الحدود أيضًا.
بقلم: أندرياس بلاتهاوس/ محرر بصفحة التسلية بصحيفة فاتس.
الترجمة: هبة شلبي الإعداد:
حمزة الأسد.
نشر هذا المقال لأول مرة بكتالوج المعرض المتنقل "كوميكس ومانجا وآخرون"
الذي تم تصميمه من قبل معهد جوته.نشر هذا المقال لأول مرة بكتالوج المعرض المتنقل "كوميكس ومانجا وآخرون"
المانيا دولة رائدة ثقافيا ومن الطبيعي ان نرى لها دورا في الكوميكس الاوروبي الا أنها كانت خاملة طيلة الفترة الماضية، بانتظار دررك يا صديقي
ردحذفمشغولين باستقبال اللاجئين :)
حذفتحياتي يا صديقي العزيز
عالم الكوميكس هو بحر ليس له من أخر
ردحذفهل الكوميكس الالمانى هو اقرب الى البانديسينيه مكتوب باللغة الألمانية أم هو مدرسة مستقلة بحد ذاته ؟
صباحا طيبا أخى العزيز الاسد حمزة
بين بين، لديهم الفنان أندرياس مارتنز صاحب سلسلة رورك وأدولفو وعمل مساعدا لادي باب، ولديهم أسلوبهم الخاص في القصص الهزلية الفكاهية لا يتوافق مع الذوق الفرنسي ولديهم أسلوب مميز بقلم الرصاص مثل الفنانة كرايتس صاحبة ألبوم ألمانيا تاريخ مصور الذي يعرض في العرين، والفنانة باربرا يلين التي اشتهرت في فرنسا أكثر من ألمانيا، ولديهم سلسلة التحريون الصغار مستمرة منذ الستينات وسلسلة ويندي منذ السبعينات، ولديهم سلسلة رائعة جدا بعنوان شعب السحاب للفنان كاي ماير، وسلسلة نار جليدية
حذفكلها متوفرة في مدونة الأرشفة كتعريف
تقبل تحياتي يا صديقي
ليتك تترجم لنا نموذجا من الكوميكس الألماني الحديث كي تضعنا في الصورة أكثر �� طماعون نحن و نهمنا لا آخر له
ردحذفقدمت منها قصة لويندي، وألبوم ألمانيا تاريخ مصور للفنانة كرايتس في العرين
حذفتقبل تحياتي يا صديقي
شكراً على الرد استاذنا الغالي
حذفرسوم جميلة و متقنة
ردحذفتسلم أخي الكريم سامر بك، هذا من ذوقك اللطيف
حذف