مقال من موقع (ديوان اللغة العربية)
رسوم متعددة متتابعة تعبر عن قصّة أو واقعة، وتكون مصحوبة بنصّ يساعد في فهم القصّة، ويبين الحوار الذي يجري بين الأشخاص، وترسم الأحداث بتتابع متّصل بحيث يجمع كل إطار من خطوط حدثا معينا، ويكون الانتقال من حدث إلى آخر بالانتقال من إطار إلى إطار، ويمكن أن تقدّم القصّة عن طريق الرسوم فقط ومن دون كتابة كلمة واحدة، وهذا النوع من القصص يتّخذ صورة عالمية، حيث يمكن أن يُقرأ ويُفهم من الناس جميعا حتّى وإن اختلفت بلدانهم ولغاتهم.
يُطلق على الرَّسْتَمة أو فنّ القصص المرسومة اسم الفن التاسع حسب عبارة المتخصّص «فرانسيس لاكاسين» Francis Lacassin، أمّا الفنّ الثامن فهو الرناة، وتتمتّع الرساتيم بتقدير كبير جدّا في العالم الغربي الذي خرجت منه معظم أبطال عالم الخيال، وفي كثير من دول الشرق الأقصى أيضا، بينما لا يحظى في العالم العربي باهتمام كبير، وينظر إليه دائما على أنّه جدير بعالم الصغار. تعتبر الصين الشعبية اليوم هي أكبر بلد يقوم بنشر هذا النوع من الرسوم وتوزيعها بمئات الآلاف من النسخ، كما أن رِستام «تان تان» الذي أبدعه «هارجي» 1929م قد بيعت منه أكثر مئة بَلْف نسخة، وترجم إلى أزيد من 33 لغة، وكان في كل لغة على الغالب يأخذ اسما جديدا.
وفي أوروبا يشكل تلاميذ الصفّ الدراسي الثانوي القسم الأكبر من قرّاء الرساتيم، بينما ينتمي القرّاء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى فئة عمرية كبيرة تتراوح بين (30-40 سنة). لم يعرف العالم العربي الرساتيم إلا ما كان مترجما منها، ولا يوجد إلا قلّة من الرسامين العرب المبدعين الذين استطاعوا ان يصنعوا أبطالا يعبّرون بهم عن واقع مجتمعهم وما تتصارع فيه من أفكار، ومن هؤلاء الرسام الجزائري مُنوّر مرابطين في رساتيمه التي كان يصدرها باسم «سليم» فقد صنع بطله «بوزيد» ليعبّر به عن مشكلات النزوح الريفي ومعاناة المرأة الجزائرية، وكذلك مجلّة مقيدش التي كانت تصدرها الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، بإشراف إبراهيم قروي، أمّا المجلاّت المترجمة فقد كان قِصر النفَس هو الطابع الغالب عليها، مثل، الرائعون الأربعة Fantastic Four وقصص «سبايدرمان»، وكانت تُقدّم في مجلّة «ما وراء الكون» اللبنانية على فترات متباعدة قبل إغلاق المجلّة في الثمانينيات من القرن الماضي، وفي التسعينيات الميلادية قامت شركة مصرية بإصدار مجلّة سبايدرمان العربية، وعدد آخر من المجلاّت منها الرجال إكس X-Men و«تور» Thor إلاّ أنّها توقّفت بعد فترة قصيرة جدّا، نظرا لسوء الترجمة والسعر الباهظ، ولأنّها بدأت أجزاءها الأولى بتقديم آخر الأجزاء الموجودة في السوق الأمريكية، ولم يكن القرّاء متابعين لتطوّرات الشخصية وخلفياتها الدائمة التطوّر، فلم يفهم أحد شيئا منها، ثمّ حصلت شركة «تشكيل» الكويتية سنة 2006م على ترخيص من «مارفيل» لتقديم معظم أبطالها في طبعات عربية، فصدرت مجلّة عربية باسم فنتستيك فور وثلاث مجلاّت عربية لسبيادرمان دفعة واحدة، الأولى باسم «سبايدرمان»، والثانية باسم «روائع سبايدرمان» والثالثة باسم «قمم سبايدرمان»، ثمّ أوقفت شركة تشكيل فجأة كلّ إصداراتها المترجمة من دون إبداء الأسباب وذلك سنة 2008م، وقد يعود الأمر إلى تردّي المبيعات. أهمّ المجلاّت التي تُقدِّم الرساتيم اليوم في العالم العربي، مجلّة «ميكي» التي تصدر عن دار النهضة في مصر بعد أن توقّفت مجلّة الهلال العريقة، و«سمير» و«توم وجيري» تصدران عن دار الهلال، و«قطر الندى» تصدر عن الهيئة العامّة لقصور الثقافة، و«علاء الدين» و«بلبل» عن الأهرام، وهناك أيضا «سعد» و«العربي الصغير» من الكويت، و«ماجد» و«أطفال اليوم» من الإمارات، أمّا الرساتيم الموجّهة إلى الكبار فما زالت في بداياتها، وأبرز أمثلتها الرواية المرسومة لمجدي الشافعي بعُلوان «مترو» وقد تعرّضت للمصادرة بعد صدورها بفترة قصيرة، وكتاب آخر جمع بعضا من أعمال الكتّاب والرسامين بعلوان «خارج السيطرة» صدر سنة 2011م. «توك توك» مجلّة شهرية تُنتجها مجموعة من الرَّسْتميين في مصر على نفقتهم لذلك ليس لها توجّه سياسي معيّن، وقد صدرت قبل انتفاضة 25 يناير 2011م بأسابيع في مصر، وعلى الغلاف الخارجي للمجلة كتب أصحابها «تحفظ بعيدا عن متناول الأطفال» تأكيدا على أنها مجلّة للكبار وأن الأفكار والموضوعات التي تضمّها تتجاوز قدرة الأطفال على الفهم أو التحليل.
الرستمة فنّ حديث نسبيا، فقد نشأ أوّل مرّة في سويسرا سنة 1830م وعرف عصره الذهبي بعد قرن من ذلك، وإنّ كانت فكرة ربط النصّ بالرسوم موجودة منذ بداية ظهور الكتابة، ويشهد على ذلك العديد من البرديات والرسوم في مصر القديمة، إلاّ أنّ الرستمة الحديثة قد تميّزت بثلاثة معايير حسب المتخصّصين، هي: التَّوالية séquentialité والعلاقة بين النصّ والرَّسْمة rapport texte-image والاستنساخية الصِّنْعية reproductibilité technique وهذه المعايير لم تجتمع في عمل فنّي إلاّ في القرن التاسع عشر، للسويسري «رودولف توبفر» Rodolphe Töpffer, 1799-1846 وهو رسّام وكاتب وكِهامي، لم يقم بالمزاوجة بين الرسم والنصّ فحسب بل أدخل في عمله أيضا مفهوم التوالية، فقصصه المرسومة، مثل: السيّد بانسيل، ورحلات الطبيب فِسْتوس ومغامراته (1845م)، وحكاية السيد كريبتوغام (1845م) قد نُشرت بمساعدة غوته Goethe، ولقيت ترحيبا وقبولا من لدن عدد من المفكرين مثل: «سانت بوف» Sainte-Beuve، و«كزافييه دو ماستر» Xavier de Maistre، ثمّ ما لبثت طريقته في السرد أن انتشرت وقُلِّدت في مختلف أرجاء العالم، في ذلك الوقت لم يكن نظام الرُّباقة معروفا، فقد كانت الأشكال المرسومة تأخذ القسم الأكبر من الصفحة، ويُكتب النص في إطار تحتها، لذلك يُقسّم هذا فنّ عادة إلى مرحلتين مرحلة الإطار ومرحلة الرُّباقة وهي دائرة تُشبه الأنشوطة يوضع فيها نص حوار الشخصيات المرسومة. وفي سنة 1896م، اخترع «رودولف ديركس» Rudolph Dirks في سَتَلة The Katzenjammer Kids الرُّباقة، ثمّ تلقّفت الجرائد الأمريكية هذه الفكرة واستعملتها في جميع شرائطها المرسومة. ثمّ شاعت وعمّت من خلال «الولد الأصفر» The Yellow Kid «لريتشارد فيلتون أوتكول» Richard Felton Outcault، وفي سنوات الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي (1930م) سيطرت الرستمة الأمريكية وشهدت ازدهارا كبيرا من الناحيتين النوعية والكمية، وسواء الهزلية منها أو التي تهتمّ بقصص المغامرات، معبّرة في الوقت نفسه عن التطوّر الاقتصادي والاجتماعي للولايات المتّحدة، من خلال عمل «نيمو الصغير» Little Nemo لماكّاي McCay,1905 وكذلك «كريزي كات» Krazy Kat «لهريمان» Herriman, 1913. ثمّ ولادة «سوبرمان» في سنة 1938 التي فتحت الطريق لظهور الشُّكداء وهم الأبطال الخارقون.
في سنة 1934م ظهر أوّل رِستام فرنسي في جريدة فرنسية يحمل اسم الأستاذ «نِمْبوس» professeur Nimbus، أمّا في المملكة المتّحدة فقد ظهرت مجلّة Punch التي كانت من أوائل المجلاّت التي صدرت في هذا المجال لتقدّم النقد المرسوم الساخر. ثم انتشرت بعد الحرب الأممية الثانية رساتيم الرُّعْب في كلّ البلدان الغربية. وخلال السنوات 1930م إلى منتصف سنة 1970م، ازدهرت أيضا الرستمة البلجيكية، ومن أبرز الرَّسْتميين في هذه المدرسة «جاك مارتان» jacques martin وبطله alix و«جان غراتون» jean Graton وبطله michel vaillant وتيبت Tibet وبطله ric Hochet، وفي أوروبا ومع تواصل نجاج المدرسة البلجيكية، كان ظهور جريدة بيلوت pilote سنة 1959م بداية فنّ الرستمة للبالغين، وأصبحت خلال سنوات 60-1970م أكثر عرضة للانتقادات لا سيّما مع ما كانت تنشره هارا كيري Hara-Kiri وشارلي هيبدو Charlie Hebdo، هذه الأخيرة التي خرجت من النسخة الأسبوعية لهارا كيري. وفي الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي اكتسبت الرساتيم أرضا جديدة في الولايات المتّحدة بظهور فنّانين عظام مثل «ألان مور» Alan Moore و«فرانك ميلر» Frank Miller اللذين أضافا الكثير لهذا الفنّ. تُسمى الرساتيم في اليابان بالمَنْغا Manga، ويعود الفضل في ظهورها وانتشارها بخصائصها الحالية إلى الفنّان الياباني أوسامو تيزوكا Osamu Tezuka، وقد قام بزيادة عدد صفحات القصّة ليصل إلى المئات من الصفحات، ومنح قصصه الطابع المَخالي، وفي الكثير الغالب ما تُحوّل رسوم المنغا في اليابان إلى وَخَص وهي الرسوم المتحركة.
تعبّر الرساتيم عن التغيرات التي تحدث في المجتمعات وتعكس الخوف والأمل، فأبطالها ينشأون في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية والأزمات الاجتماعية، فالصراع الذي حدث في أمريكا ضد الجريمة أوجد «ديك تراسي» Dick Tracy الشرطي النزيه مخلّص المجتمع من القتلة والمجرمين، ويعكس «فلاش غوردن» Flash Gordon في صراعه وحيدا ضد «مينغ» Ming الرعب الذي كانت تمثله النازية الهتلرية في أوروبا، فهو حامي الأقليات المضطهَدة، كما يمثّل أيضا الأمريكي المؤمن بالديمقراطية الذي يرى وجوب فرضها على الجميع ولو بأساليب القهر والقوة، أمّا «سوبرمان» فيمثّل حلم الهيمنة الأمريكية على العالم، وقد أصبح منذ ظهوره أحد رموزها القومية، فهو يلعب دور الشرطي الذي يحلّ النزاعات والمشاكل في كلّ مكان يذهب إليه، سواء في المغامرات التي تدور داخل أمريكا نفسها أو الصراعات السياسية التي تدور في أماكن أخرى من العالم، وهو الدور الذي صارت تمارسه أمريكا اليوم، وهناك وجه آخر من التشابه بين «سوبرمان» والأمريكيين، حيث أتى إلى الأرض مهاجرا من الفضاء الخارجي بعد دمار موطنه، مثلما أتى الأمريكيون عن طريق الهجرة إلى أمريكا من كلّ أنحاء العالم المسيحي التي كانت تمزّقه الحروب الدينية، وتعود أصل الشخصية إلى فلسفة نيتشه المعروفة باسم «سوبرمان»، والتي تمّ تطويرها بواسطة برنارد شو، ويرى بعضهم أنّها مقتبسة من رواية الخيال العلمي «المصارع» للكاتب «فيليب ويلي»، وهي تحكي عن رجل ذي قدرات خارقة يُساعد البشر، إلاّ أنّ البشر يرفضونه بازدراء لقوّته الهائلة، وقد ظهر «سوبرمان» أوّل مرّة في العدد الأوّل من مجلّة «أكشن كوميكس»، وبعد أقلّ من عام صدرت له مجلّة مستقلّة هي «مجلّة سوبرمان»، ويرى النقّاد أنّ العدد الأوّل من هذه المجلّة يُعتبر ثاني أهمّ مطبوعة في تاريخ هذا الفنّ، وظهور «سوبرمان» كبطل منفرد يعكس الذهنياء الأمريكية التي تركّز على قوّة الفرد، فالفرد بذاته عند الأمريكيين يمكن أن يحدث فرقا في العالم، كما أنّ معظم الأقلدة (الأفلام) الأمريكية تركز على المواقف التي تظهر فيها البطولة الفردية، فلسان حالهم يقول إنّ هؤلاء الناس يصنعون أشياء عظيمة، ولا يصنعونها إلاّ بمفردهم. وفي الستينيات الميلادية حين بدأ الجنرال ديغول في التحدث عن عظمة فرنسا ظهر «استريكس» Astérix البطل الغالي الذي يقوّي صورة الفرنسي ويدعّمها في دفاعه ضد هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
تتضمّن القصّة الرستامية مجموعة من الشخصيات المتميّزة، أهمّها: (1) البطل، الشخصية الرئيسة في القصة أو الرواية، فقد تكون شخصية تتميّز بمقوّمات البطل التقليدية، كالمثالية والشجاعة والأخلاق الفاضلة والذكاء والحكمة والنجدة، أو لا تمتلك هذه المقوّمات، إلاّ أنّها تخضع للأحداث ولا تحدّد الأحداث. (2) الشَّكيب Super-héros، وهو البطل الرِّسْتامي الذي يتمتّع بقدرات غير طبيعية وخارقة للعادة، وجاء من أماكن بعيدة في الكون، مثل «سوبرمان» صاحب القوة الجبّارة القادم من كوكب «كريبتون» و«ماندراك» Mandrake الذي يستعمل ملكته السحرية في محاربة الأشرار، كما يتميّز «الشَّكيب» بشخصيتين، واحدة ظاهرة معروفة وهي شخصية البطولة وأخرى سرّية، مثل «سوبرمان» الذي يمارس مهنة الصحافة أو «سبايدرمان» الذي يعمل مُصوّرا، ومعظم قصص هؤلاء الأبطال الخارقين تدور في مدن خيالية مثل «متروبوليس» في حالة «سوبرمان» و«جوثام» في حالة «باتمان»، ومعنى الشكيب في اللغة الموهوب، من الشكب وهو الهبة والعطاء. (3) الأُشْرور super-vilain، شخصية خيالية تتمتّع بقدرات خارقة مثل الشكيب، والشكيب لا يكون كذلك إلا بوجود الأشرور معه. (4) الكَميش Héros، وهو بطل المغامرات، ويتميّز بخروجه عن المعايير الاجتماعية المألوفة، فهو في الغالب بطل وليس بطلة، وتكمن قوته الأساسية في شجاعته وحِدّة قلبه ورباطة جأشه، وفي أسلوبه المتميز في الصراع، فهو لا يحتاط لشيء وينتصر في النهاية دائما، ولا يقتل إلا للضرورة المقيدة بالقصوى مثل «طرزان» و«أليكس»، يسعى الكميش دائما إلى أهداف نبيلة فهو محرّر وعادل مثل ديك ترايسي ولوكي لوك، وغالبا ما تجري أحداثهم في بلاد فسيحة كالبراري والغابات والبحار، مثل تان تان الذي طاف العالم بأسره، ومعنى الكميش في اللغة الشجاع، يُقال كمُش كماشة. (4) الشرّير vilain، شخصية شجاعة ومُبادِرة وذكيّة إلاّ أنّها تفتقد إلى الأخلاق الفاضلة والحكمة والنجدة، ولا يوجد الكميش إلاّ بوجود الشرّير، وشخصية العالِم في الرساتيم شخصية شريرة وأُشرورة ومعتوهة، من ذلك «ليكس لوثر» Lex Luthor، العدو الأوّل لسوبرمان، وهو الذي حاول استنساخ الفتّى الخارق (سوبر بوي اسم سوبرمان حين كان شابّا)، وهو الذي صنع بيزارو بواسطة آلة النسخ التي اخترعها ليصنع بها نقيضا لسوبرمان فيساعده في القضاء عليه. «جيرارد شوجال» Gerard Shugel المعروف باسم «أُولترا هومانايت» Ultra-Humanite عالم يحترمه الذين من حوله، وقد وجد طريقة للولوج إلى أذهان الأشخاص الآخرين، يتحوّل إلى حِبْن (غوريلاّ) مُصاب بالمَهَق. وأيضا الطبيب «فكتور فون دووم» Doctor Victor Von Doom الذي يقاتل الرائعين الأربعة. (5) السّميد vilain sympathique، شخصية شرّيرة في أصلها، يقع في موقف حاسم يكون له فيه الخيار كي يعمل لصالح الأخيار أو لصالح الأشرار، فيغلب فيه جانب الخير، ويتّخذ القرار المناسب الذي يُنهي به الشرّ والأشرار، ويُكمل بذلك العمل الذي بدأ به الكميش. وقد تحوّلت المخالة الغربية اليوم إلى التركيز على هذا النوع من الأبطال، مثل شخصية «ملافسينت» Maleficent في قليد ديزني الذي خرج بهذا العلوان سنة 2014م، أو شخصية «ميغامايند» Megamind في القليد الذي صدر في الولايات المتحدة سنة 2010 من إخراج «توم ماكغراث»، والسميد من السمود وهو التعاطف لأنّه يجد التعاطف من الناس على الرغم من شخصيته الشريرة. (6) المُناوِح أو المُثمِّن faire-valoir يُستعمل في الرساتيم ليُبرز البطل الرِّسْتامي ويُعطي له زخما قويا للظهور، وكذلك لتبيان الأفكار التي تجول في خَلَد البطل من خلال الحوار الذي يدور بينهما، فهو شخصية ثانوية وسلبية تعاكس شخصية البطل وتلازمه، وقد يكون المُناوِح فردا أو مجموعة من الأفراد، ومعنى المُناوح في اللغة المُقابل.
يبدأ إنجاز كتاب الرِّستام أوّلا بكتابة السِّراد (السيناريو)، ثمّ ترسم القصة بالزَّلَم، وبعدها يبدأ الرسم بالحبر، ثمّ تدخل الرسوم مرحلة التلوين، وقد يقوم على كلّ مرحلة من هذه المراحل شخص محترف، وأحيانا يقوم شخص واحد بكلّ العمل، أمّا اليوم فيستعمل الرَّسْتميون الحاسوب في الرسم والتلوين والإخراج، وهو أسهل ويعطي نتائج أفضل، وبظهور الإشباكة انتقلت الرساتيم إلى العالم الرقمي، حيث أصبحت القصص المرسومة غير مرتبطة بالطباعة وتظهر مباشرة على الإشباكة، ويقدّر عددها بعشرات الآلاف. ونتيجة لتطوّر هذا الفن وبلوغه درجة كبيرة من النضج والكمال ثمّ الانتشار، ظهرت طائفة من المصطلحات المرتبطة به، وأهمّها: (1) الرِّستام، وسيط بَلَغي يمزج الكتابة بالرسم لسرد قصّة ما، والكلمة منحوتة من رسم وسَتَلة، لأنّها رسوم متتابعة تحكي أحداث قصّة. (2) الرَّسْتمي، الفنّان الذي يُبدع في رسم أبطال الخيال الذين يظهرون في الرساتيم، الجمْع رَسْتميون. (3) الشَّبْحة والشَّبَحة planche، الورقة الواحدة من الرستام. (4) الشريط bande، مجموعة من القُصارات المرتّبة بجانب بعضها بعضا في وضع أفقي، ويضمّ قُصارة واحدة إلى ستّ قُصارات. (5) القُصارة vignette، مربّع أو مستطيل يضمّ الإطار والرَّسْمة والرُّباقة وقد يضمّ أيضا الحاطة، وأصل القُصارة البيت، أو الدار الواسعة المحصّنة، تٌسمّى القُصارة بالخانة، والخانة كلمة مغولية تعني البيت أيضا. (6) الرُّباقة phylactère, bulle، دائرة تُشبه الأنشوطة تضمّ نصّ الحوار، وهي مأخوذة من التربيق أي الإحاطة بجوانب الأمر وضمّه، وسُمّيت بذلك لأنّها تحيط بنصّ الحوار وتضمّه، ومنه قيل لعروة الحبل التي توضع في عنق الجدي رِبْقة. (7) النَّحْوة appendice، وهي زائدة تشبه النصل، تخرج من الرُّباقة وتُوجَّه إلى المتكلّم وتحيل إليه النصّ المكتوب، وهي من الانتحاء، ويوجد فيها أيضا نوع يكون على شكل الخُضُف المتناقصة الحجم (الخِضاف ellipse) تدلّ على ما يجول في خاطر الشخصية الرِّستامية من كلام وأفكار. (8) الفِكار idéogramme، نَصَمة icone أو رمز أو رسمة صغيرة تدلّ على فكرة أو شعور. (9) الوَقْش onomatopée، كلمة يخترعها الرَّسْتمي ليحاكي بها الأصوات الناتجة من الأشخاص والأشياء، من خصائصها أنّها سهلة الفهم ويمكن أن يُستعاض عنها بجملة، وهي لا تُكتب في الرُّباقة. الوَقْش في اللغة الصوت والحركة والحِسّ. (10) الحاطّة cartouche، إطار مستطيل، يُشير فيه الرستمي إلى بعض الأمور المتعلّقة بالزمان والمكان والتي لا يُمكن رسمها، مثل العبارات التالية: وفي الغد، وبعد مضي ثلاثة أشهر، وبعد عام من هذه الرحلة عاد السندباد فركب البحر مرّة أخرى، الخ.
مترادف
قِصّة مُصوّرة
[تميل اللغة العربية الحديثة إلى تخصيص الصورة والتصوير لما ينتج عن أجهزة التصوير، والرسم لما يكون من عمل يد الفنّان، لذلك يُرغب عن استعمال هذا المصطلح في معنى الرِّسْتام، فإن كان لابدّ من استعمال هذا النوع من الاصطلاح فالأحسن أن يُقال القصّة المرسومة بدل المصوّرة]
|
لغة كلزية
|
strip cartoon
|
comics
|
لغة فرنسية
|
bande dessinée
|
مراجع
- أرض الخيال، موسوعة الشخصيات الخيالية. ميشيل حنا، 2013م. دار سما، الكويت.
- مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.
- La Bande dessinée, Benoît Mouchart, idées reçues (Arts et Culture) 2003. Le Cavalier Bleu
- La bande dessinée à l’épreuve du réel, Les cahiers du CIRCAV N° 19, coordonné par: Pierre Alban Delannoy, 2007, logo Harmattan
- Éducation et bande dessinée en Aquitaine, Dirigé par Pierre Pommier, 1999. Presses universitaires de Bordeaux
- Mémo : Larousse, Encyclopédie générale visuelle et thématique. 1989
- Universalis, 2011
جميل جدا جدا جدا .. كنت قد بدأت في ترجمة الكتاب العظيم فن الرسم l'art du bd للفنان الكبير ديك ولكني توقفت لعدم وجود ترجمة للكلمات التقنية الخاصة بالفن التاسع....
ردحذفصديقى العزيز.. المصطلحات والألفاظ الفرنسية الخاصة بالكوميكس أسهل بكثير فى الفهم من المقابل العربى المذكور هنا.. أكاد لا أفهم أى كلمة منها مع أننى ذو باع طويل فى اللغة العربية!
ردحذفحلوة باع طويل دى---كام متر كده هههههه-طبعا باهزر وطبعا اتفق معك فيما ذهبت اليه
حذفشخصيا، لا "تروق لي" هذه الترجمة و لا أدري فعلا لماذا. لدي إحساس أنها مصطلحات معقدة و لا تقترب بالمتلقي البسيط من المعنى الحقيقي لكل مفردة على حدة.
ردحذفهذا لا ينقص بالطبع بتاتا من مجهود المترجم، كونه استخدم جميع معارفه بمجال الترجمة من أجل تقديم كلمات مميزة.
والله أعلم. ��
وما عيب الكلمات المفهومة البسيطة مثل: "بالونة الحوار".. أو "شريط الصور".. أو "الصورة" أو "المشهد".. أو "اللوحة" أو "الصفحة"؟ الكلمات التى أتى بها المترجم هنا تبدو كأنها كلمات من لغة أخرى غير العربية
ردحذفبعض الكلمات غريبة وغير متداولة لا في اللغة الشفهية ولا المكتوبة!!!
ردحذف