بقلم المهندس محمد هيثم حمد الله:
القصة المصورة عشق الطفولة فهي التي فتحت مداركنا إلى حب القراءة و كانت نافذتنا على عالم الخيال و محفزتنا على الإبداع...كنا نستلهم منها الشعور بالقوة و الفرح، ننتشي بانتصارات سوبرمان على أعداء الأرض و الإنسانية و نشعر بالذكاء عندما كنا نحِلّ مع الوطواط لغز جريمة محير... كم كان سرورنا عندما نحصل على العدد الجديد من ميكي بألوانه التي تشكل طيفا يأخذنا إلى عالم الفرح و المرح مع بطوط و بندق كم داعبت طفولتنا مشاعر مختلطة ما بين الاثارة عند قراءة قصص ريك هوشيه و برونو برازيل و مشاعر السرور و البهجة عند قراءة قصص استريكس و لاكي لوك...
تان تان و مغامراته حول العالم هذه لوحدها سيمفونية لا يدرك كنهها الا عاشق و ذواق للموسيقى، سمير و أسامة و شغف التجميع فقط ربع ليرة سورية كانت كفيلة لإمتاعنا بشراء عدد من تلك المجلات لنبهج ناظرينا برسوم المرحوم ممتاز البحرة لأسامة و شنتير او لمتابعة قفشات سمير و تهته الشقية هي عوالم لا تنتهي من المتعة، فيها تعيش في الغابات مع طرزان او تذهب حيث الغرب الأمريكي مع كومانش و جماعتها او عائلة بونانزا او تفكر بشوق ترى هل سيخرج طارق الاسبوع القادم من الوادي المفقود و كيف سيقضي على الهونكرات...
و يا لها من ايام جميلة نستذكر فيها مقالب لولو مع طبوش و يا لها من متعة المغامرة العائلية تلك التي عشناها مع أسرة فرانفال في المغرب و سواها، لا اعرف كماً من السعادة يفوق ذاك الذي اعيشه عندما كنت اتنشق ذلك الورق الذي طبعت عليه قصص غرندايزر و أي يوم كان انتظاري و شغفي و شوقي لحلول السبت حيث توزع فيه مجلة سمور و موسوعة الشباب...
ياه كما تذْكرنا شوارع السكة في المهاجرين عندما كنا نجوبها شرقا و غربا بحثا عن عدد ينقصنا من قصص البرق او تان تان و ياله من شعور غامر يكاد يشبه النشوة عند المتعاطين لدى رؤيتنا لغز للمغامرين الخمسة لا نملكه و ها هو يزين الواجهة في مكتبة الوليد او بياع الشاطرين و مكتبة المالح و يا هلا...
يا الله لم أتصور يوما انني سأفرح ذلك الفرح الذي عشته عندما أهداني والدي مجلد الوطواط بمناسبة نجاحي في الصف التاسع او ذلك اليوم السعيد الذي اشترت فيه أمي لي مجلد سمير في العام 1975 و لا اخفيكم كم من مشاعر الرهبة و الخوف تلك التي عشتها يوم قرأت ليلةً قصة تان تان و زهرة اللوتس الزرقاء او يوم قرأت و تخيلت نفسي مع المغامرين الخمسة في لغز وادي المساخيط،
هي مشاعر غريبة هذه التي تخالجني اليوم فأنا لا يفترض ان ابقى ذاك الطفل الذي تمتعه قصة للسندباد او بطوط...ولا ذاك المراهق الذي يصدق ان طفلا صغيرا يمكنه ان يهزم سوبرمان بصخرة صغيرة من الكريبتونايت الأخضر، و انا لم أعد طفلا ينبغي أن يصدق ان الفتى تان تان يمكنه ان يسافر حول العالم من دون رقيب أنا لم أعد طفلا لأصدق ان أطفالا كتختخ و محب و عاطف و لوزة و نوسة يمكنهم ان يحلوا و يفسروا جريمة عجزت عن حلها اكبر الأجهزة المختصة
انا لست طفلا لأصدق ان الوطواط يبقى معلقا في الهواء بحبال لا أعرف أين مستقرها انا لست طفلا كي أدرك ان العنكبوت الذي لدغ الفتى محولا اياه للرجل العنكبوت لا يمكن للمخابر ان تنتج غيره او ذاك المخبر الذي حول باري آلان إلى البرق و بروس بانر الى هالك لن يوجد غيرهم من المختبرات، انا لم أعد طفلا لأصدق ان غوريلا علمت طرزان ان يتصرف كالبشر او ان جاين علمته التكلم بيوم انا لم أعد طفلا، انا يافع، انا مهندس، انا في العقد الخمسين و لكنني مع ذلك يجب أن أقرّ حقيقة بأن :
الطفل ما زال يعيش في كياني لا يكبر مهما هرم جسدي، ذاك الطفل الذي ما زال الى اليوم يضحك لمقلب، ذلك الطفل الذي يبتسم لرؤية مجلة او يحلم بركوب باتيناج دون أن يرمقه الناس بعيون العيب... انا اليوم نفضت عن جسدي ذاك الرهاب الرجولي، نعم انا كنت و ما زلت و سأبقى أعشق مجلة تان تان بكل لغاتها افهمها او لا افهمها تكفيني ألوانها و رائحة ورقها و ذكراها العبقة من ذاك الماضي الجميل 😢
فعلا هو نفس الشعور و الأحاسيس لدى محبي هذه الهواية الجميلة
ردحذفلازال ذلك الطفل من الزمن الماضي يعشعش في داخلنا رافضا الرحيل عن مرفأ ذكرياتنا الجميلة التي أصبحت هي السلوى في القادم من ما تبقى من أعمارنا
نعم صديقي العزيز الذكريات الجميلة هي سلوى الهرمين أمثالي و هي التي تشعرني بالحياة هذه الأيام صديقي العزيز ��
حذفأثلجت الصدور بما كان يفيض من مكنونات المشاعر وحلو الأواصر يا صديقي الجميل ...بورك فيك وفي ما أثرت من أشجان ، وخيالات وجميل الذكريات ��������
ردحذفالله يسعدك اخي الحبيب توفيق، هي مشاعر نشترك بها و ان تفاوتت اعمارنا، النوستالجي لغز من الغاز الحياة حبيبنا الغالي �� ��
حذفتتحدث عن ذاتك الكريمة وعن ذكرياتنا البعيدة البريئة. بوركت يا أبا معاذ
ردحذفالله يبارك بعمرك اخي الحبيب أمير �� هي ذاتنا جميعا أصحاب هذه الهواية البريئة صديقي العزيز ����
حذفربنا يحميك يا أخي أبا معاذ الحبيب
ردحذفالله يجبر بخاطرك اخي الحبيب حمزة الغالي ��
حذفهذه الذكريات النابعة من القلب الداخلة إلى القلب لا بد أن تحفظ ويتم أرشفتها، بارك الله فيك يا صديقي الغالي
حذفاشكرك حبيبنا و بارك الله بك أخي الكريم
حذف