الثلاثاء، 6 مارس 2012

جو ساكو Joe Sacco

 بقلم: بسام
جو ساكو - غزة: تاريخ من النضال، ترجمة محمد توفيق البجيرمي



صدرت مؤخراً عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" الطبعة العربية من رواية "جو ساكو" المصورة "الحواشي في غزة"
بعنوان "غزة - تاريخ من النضال"

المؤلف

جو ساكو

ولد "جو ساكو" في مالطة 2 /10 /1960، لأب يعمل مهندسًا وأم تعمل مدرّسة،
رحل مع عائلته إلى استراليا حيث أقاموا فيها حتى عام 1972
بعدها انتقلت العائلة للإقامة في الولايات المتحدة.



حصل على الثانوية في 1977 ثم درس الصحافة في جامعة أوريغون وحصل على البكالوريوس في 1981.
عمل بعدها في عدد من الصحف ولكنه سرعان ما أصيب بالإحباط والملل فترك العمل الصحافي ليعمل في بعض المصانع لوقت قصير، عاد بعدها إلى بلده مالطا ونسي كل ما يتعلق بالصحافة وقرر أن يعود لهوايته في رسم القصص المصورة
ونشر قصة مصورة باللغة المالطية بعنوان "حب حقيقي".
لم تطل إقامته في مالطا إذ عاد عام 1985 إلى الولايات المتحدة ليعمل في عدد من مجلات القصص المصورة.
لكن ولع "ساكو" بالسفر والترحال جعله يغادر الولايات المتحدة مرة أخرى عام 1988 ولكن هذه المرة في رحلة عبر أوروبا
ذكر بعض تفاصيلها في مجلة القصص المصورة "ياهو" التي صدر منها 6 أعداد فقط.
في خلال رحلته هذه عبر أوروبا اندلعت حرب الخليج 1990-1991 حيث اهتم بها
وذكرها في العدد الثاني من "ياهو" وخصص لها العدد الخامس منها.



وقاده هذا الاهتمام بهذه الحرب وبقضايا المنطقة إلى أن يسافر إلى فلسطين المحتلة في أوائل تسعينيات القرن الماضي
ليقيم فيها فترة من الزمن باحثا ومتقصيا ليبدأ هناك بحثه الطويل الذي نتج عنه انتاجه لعمله الصحافي المصور (المرسوم) الطويل الأول "فلسطين".




صفحات من الكتاب:






وكانت الطبعة الأولى منها باللغة الإنجليزية قد صدرت العام الماضي 2010.
وترجمت إلى 14 لغة وحصلت على العديد من الجوائز كان آخرها:
prix France Info de la BD d'actualité 2011
Fauve d'Angoulême prix regards sur le monde 2011


الغلاف الأصلي باللغة الإنجليزية

أغلفة الكتاب بلغات أخرى:
نص مخفي:

غلاف الطبعة الفرنسية


غلاف الطبعة السويدية


غلاف الطبعة الإيطالية


غلاف الطبعة الإسبانية


غلاف الطبعة البرتغالية


غلاف الطبعة التشيكية

صدرت "فلسطين" للمرة الأولى على شكل فصول مسلسلة  في 9 أعداد من مجلة القصص المصورة "فلسطين"
عن الناشر الأمريكي "فانتاغرافيكس" في الفترة الزمنية من 1993 حتى 1995.


















لم يكن "جو ساكو" في عمله الصحافي تقليديا فإضافة لاعتماده على مئات الصورالوثائقية القديمة والحديثة، ومئات الصفحات من الوثائق والتقارير
قام بتوثيق مقابلاته مع الناس بعد تسجيلها ولكن ليس كتابة على الورق كما لم يقم بتصويرها على شكل صورأو فيديو
بل قام برسم الأحداث التي عاشها شخصيا وتفاصيل الأحداث التي سمعها من الأشخاص الذين قابلهم،
كما رسم الأماكن التي زارها والأشخاص الذين قابلهم، إضافة إلى رسم نفسه ومن حوله،
وكل ذلك بتفاصيل دقيقة وبطريقته الخاصة في رسم القصص المصورة التي أصبحت علامة مميزة لنمط جديد من الصحافة أُطلق عليه اسم
"صحافة القصص المصورة"

جُمعت الأعداد الستة الأولى من مجلة القصص المصورة "فلسطين" في كتاب واحد باسم
"فلسطين: أمة مُحتلة"حصل على جائزة الكتاب الأمريكي عام 1996


وجُمعت الأعداد الثلاثة المتبقية في كتاب باسم "فلسطين: في قطاع غزة"
حصلت النسخة الفرنسية منه على جائزة أنغوليم 1998


ثم جُمع الكتابان في مجلد واحد عام 2001 كتب مقدمته المفكر والباحث الفلسطيني "إدوارد سعيد" (1935- 2003)
وقال عنه انه من أفضل ما قُدم عن القضية الفلسطينية وأنه "عمل سياسي وجمالي ذو أصالة استثنائية يمتلك المشاعر"




وأخيرًا صدرت من الكتاب طبعة خاصة في العام 2007

صفحات من الطبعة الخاصة






في عام 2009 كتب "جو ساكو" مقدمة كتاب "طفل في فلسطين"
الذي يتضمن رسومات "ناجي العلي" (1937-1987)


لم يقتصر اهتمام "جو ساكو" على القضية الفلسطينية بل اهتم بحرب البوسنة وألف عنها أكثر من قصة مصورة

غلاف منطقة آمنة


غلاف قصة من سراييفو


غلاف نهاية حرب

ولـ"جو ساكو" قصص مصورة أخرى تتناول مواضيع متنوعة غير الحروب،
يبلغ مجموع أعمال "ساكو" حتى تاريخه 68 عملاً منشورة في 178 مطبوعة و بـ 15 لغة هي:
الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والمالطية والبرتغالية والتشيكية
والبوسنية والسلوفينية والتركية والإندونيسية والهولندية والفنلندية وأخيرًا العربية.


"جو ساكو" كما يرسم نفسه في أعماله


"جو ساكو" وبيده رسم لشخصيته في قصصه المصورة

المقال التالي مأخوذ من العدد 1234 من جريدة "الجريدة" الصادر 29 / 4 / 2011

جو ساكو يؤرّخ في شرائط مصوّرة
غزة: تاريخ من النضال

بيروت - ميشال مراد

مغامرة في ميدان النشر العربيّ تقوم بها «الدار العربية للعلوم ناشرون» إذ أصدرت في حلّة مختلفة تشوّق القارئ، كتاب جو ساكو
"غزة: تاريخ من النضال" (تعريب د. توفيق البجيرمي) في شرائط رسومية، بعد أن تُرجم سابقا إلى 14 لغة.
يقع الكتاب في حوالي 400 صفحة من الحجم الكبير، وهو يروي معاناة قطاع غزّة
خلال تاريخ طويل من المجازر التي ارتكبها الإسرائيليّون بحق الشعب الفلسطيني.
ليست المرّة الأولى التي يتطرّق فيها جو ساكو إلى قضيّة الشرق الأوسط المركزية،
فهو قد زار الأرض المحتلة في التسعينيّات من القرن الماضي،
وأثمرت رحلته عن كتاب «فلسطين» الذي نقل فيه حواراته مع الفلسطينيين، وسرد أخباراً وقصصاً سمعها من الناس،
فحاز جائزة الكتّاب الأميركية عام 1996،
وقال المؤرخ الراحل إدوار سعيد عنه إنه أحد أفضل الذين تناولوا القضية الفلسطينية وقدّموها إلى القراء.

زيارة ثانية
لم يرتوِ ظمأ جو ساكو بزيارة واحدة لفلسطين وهو المتتبّع لأخبارها وللأحداث المؤلمة التي تحصل فيها،
فأراد العودة إليها للتحقيق مجدداً في مذبحة خان يونس،
تلك المذبحة التي ذهب ضحيتها 250 فلسطينياً ومضى على حدوثها أكثر من خمسين عاماً.
شرع جو يتقصّى الحقائق بتفاصيلها، وإذا به يكتشف مجزرة أخرى نفّذها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح
وأدّت إلى استشهاد 111 لاجئاً فلسطينيّاً،
وقد أغمض العالم ناظريه عن هذه الجريمة وباتت طي النسيان.
تعدّلت خطة المؤلف بعد هذا الاكتشاف المثير الذي ادعى الإسرائيليون أنه كان حادثاً مؤسفاً،
فسعى إلى التنقيب العميق في تاريخ هذه المأساة وقصد قطاع غزة.

خان يونس
اتخذ جو ساكو رفيقاً فلسطينياً له يُدعى عبد، وهو شاب مثقف أمنيته أن يخرج من ركام الحرب يوماً ليرى العالم بعينين مطمئنتين.
وعبد هو أحد الفلسطينيين الكثيرين الذين أغضبتهم الاتفاقات التي عقدتها منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل اعتباراً من عام 1993،
والمعروفة باتفاقات «أوسلو» التي أنهت الانتفاضة الأولى وأعادت ياسر عرفات وحرسه الفلسطيني القديم من منفاهم في تونس
ففي ذلك الوقت توقّف الناس عن رجم الإسرائيليين بالحجارة، وبدأوا يرمون أغصان الزيتون، لكنهم لم يحصلوا على شيء من أوسلو.
وعلى رغم أن الجنود الإسرائيليين قد انسحبوا إلى حدّ كبير إلى مواقعهم الثابتة،
فإن الاحتلال الإسرائيلي الشامل استمر، وتضاعف عدد المستوطنين اليهود في الأرض المحتلة.
جال جو مع رفيقه عبد في مختلف المناطق والأحياء يستطلع ويحاور ويشاهد الانفجارات والاغتيالات والاختراقات،
وتبيّن له ألا فرق بين مشاهد اليوم أو مشاهد ما قبل أسبوع أو شهر أو سنة، فالقتل والاعتداءات هي نفسها تتكرّر،
وأن المرارة تغلغلت في صدور الشبان الذين كانوا يعتقدون أنهم شعب عظيم عندما كان زعماؤهم في تونس،
أما بعدما عادوا إلى فلسطين وشرعوا يضعون شؤونهم الخاصة واهتماماتهم فوق القضية الوطنية
شعر الذين قدّموا التضحيات بأنهم مغبونون وسقطت الأقنعة عن وجوه الأبطال.

الانتفاضة الثانية
يروي جو انفجار مشاعر النقمة بعد زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الأقصى في أيلول عام 2000
وبدء الانتفاضة الثانية التي أثارت حنق الإسرائيليين
فاستعملوا مختلف وسائل القمع من دبابات ومروحيات وسفن حربية وقاذفات نفاثة.
وأخذت قوات الاحتلال تدمّر بيوت اللاجئين على نحو منظّم بين الحين والآخر
زاعمةً أنها «أعشاش بنادق» فلسطينية.
في هذا الخضم من الأحداث المتتابعة، قرّر الصحافي تنسيق أبحاثه انطلاقاً من العام 1948،
العام الحاسم كمفترق طرق، عندما أعلنت إسرائيل استقلالها وهاجمت الجيوش العربية.
وحين توقّف إطلاق النار تمسّك الجيش المصري بشريط من الأرض أطلق عليه اسم قطاع غزة
الذي استقبل مئتي ألف لاجئ طردتهم القوات الإسرائيلية،
وشكّل مأساة إنسانية هائلة، فبنوا المخيمات المتراصة والمزدحمة في ضواحي مدينة خان يونس.
كان العدو يطلق النار على كل من يحاول «التسلل»، فاستُشهد 1000 لاجئ في عام 1949.
وبحلول عام 1951، عدّلت الأوامر للإبقاء على حياة النساء والأطفال والمستسلمين،
لكن مع إطلالة العام 1956 قتلت كمائن الجيش الإسرائيلي ومصائده المتفجّرة حوالى 5000 فلسطيني ممن عبروا إلى إسرائيل.
دوّن جو ساكو أحاديث المسنّين، وسجّل ذكريات الفدائيين الأوائل وكيف أن السلطة الفلسطينية
الواقعة تحت ضغط كبير من إسرائيل وأمريكا لإزالة «الإرهاب» المحلي قد ألجمت كثيراً من المحاربين القدماء
بتعيينهم في وظائف وخدمات أمنية.
وذكر عن لسان أحد أشهر فدائييها كيف كان عبد الناصر يستخدم قضيتهم لهدف يختلف تماماً عن أهدافهم الوطنية،
فقد استفاد من العمل الفدائي من أجل شعبيته أمام الشعب العربي،
في الوقت الذي كان الإسرائيليون ينكّلون بالرجال الفلسطينيين على نطاق واسع.

رفح
تقع مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، وهي مدينة بائسة تتقابل فيها الأبنية غير المنتهية مع المناطق الخربة،
وتزدحم شوارعها الضيّقة بالأولاد الفقراء والرّجال العاطلين عن العمل،
وهي تحاذي الحدود المصريّة. وتشتهر رفح اليوم- كما كانت دائماًَ- بكونها نقطة دائمة الاشتعال
في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المرير،
فمنطقة الحدود على وجه الخصوص هي لعنة رفح.
فبموجب نصوص الاتفاقيات التي وقّعتها إسرائيل ومنظّمة التحرير
منحت إسرائيل «منطقة منشآت عسكرية» على طول حدود مصر مع غزة.
انغمس المؤلف الصحافيّ في حياة رفح اليومية بعد أن انتهى من مدينة خان يونس،
وراح يبحث في ماضيها العائد إلى العام 1956 متنقلاً حتى السنوات الأخيرة،
مستمعاً إلى أصوات اللاجئين والتلامذة والأرامل والشيوخ ليختلج نبض المأساة في حبر قلمه،
فما يدمّره الإسرائيليون هو الوطن والذكريات والحياة حسب قول إحدى النساء.
يروي جو أكثر الوقائع التي حصلت في هذه المدينة المعذبة،
ويصف وحشيّة الإسرائيليين وغدرهم بالأبرياء من جميع الأعمار،
وبناءً على شهادة اعتبرها مدير الأنروا موثوقة فقد قُتل 111 شخصاً في رفح في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 1956،
منهم 103 لاجئين وسبعة سكان محليين ومصري واحد.

الحواشي
جمع هذا الفنان المالطي الأميركي بين عمله صحافياً وهوايته في رسم الكوميكس
فأنتج عملاً فريداً يرغّب القارئ في تصفّحه بشوق وحسرة في آن.
فقصّة فلسطين من خلال هاتين المدينتين تبدو وكأنها مسلسل لا ينتهي من المآسي التي ارتكبها العدوان الإسرائيليّ ضدّ شعب مسالم.
ويقول جو ساكو في معرض تعليقاته بأن تاريخ فلسطين الحديث يغصّ بالوقائع الجديدة
ويبتلع كل الوقائع القديمة و"ليس لدى الفلسطينيين ترف استيعاب أي مأساة قبل أن تقع عليهم الأخرى"،
وإذا بالحواشي مهما كانت أليمة، تتساقط واحدة تلو أخرى لأنها تعترض سرد الرواية الأساسية.


وكتبت "زينب مرعي" في العدد ١٣٧١ الخميس ٢٤ آذار ٢٠١١من "الأخبار":


جو ساكو: قصص مصوّرة عن نضال غزّة

ما يقوم به جو ساكو (1960) هو عمل فريد بكل معنى الكلمة،
إذ يجمع الفنان المالطي ـــــ الأميركي بين عمله صحافياً وهوايته في رسم الكومكس.
جديده عمل صحافي على شكل شرائط مصوّرة، يجمع بين الريبورتاج والتاريخ الشفهي والمذكرات والتحقيقات الميدانية.
"غزة ـــــ تاريخ من النضال" هو عنوان الكتاب الأخير لساكو الذي صدر بالإنكليزية عام 2010
ترجم العمل إلى 14 لغة، ويدخل أخيراً إلى المكتبة العربية في طبعة صادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون (تعريب توفيق البجيرمي).
من النادر أن تهتمّ دار نشر عربيّة بإصدار كتب لها علاقة بالقصص أو الشرائط المصوّرة، أو الكومكس عموماً،
بسبب اقتناع سائد بأن هذا الفنّ لا يزال بعيداً عن اهتمام القارئ العربي، بحسب مسؤول الإنتاج في الدار غسان شبارو.
لكنّ تطرّق الكتاب إلى القضيّة الفلسطينية، وجمعه بين السياسية والكومكس، استوقفا الدار، فقررت نشره بلغة "الضاد".
"غزّة ـــــ تاريخ من النضال" ليس كتاب ساكو الأول عن فلسطين.
ثمرة زيارته الأولى كانت كتابه «فلسطين» الذي حاز جائزة الكتاب الأميركيّة عام 1996،
وفيه ينقل حواراته مع فلسطينيين، وقصصاً عديدة سمعها من الناس. وفي تقديمه للكتاب الأوّل، رأى المفكّر الراحل إدوارد سعيد أنه
باستثناء كاتب أو اثنين، لم يقدّم أحد هذه القضيّة أفضل من جو ساكو
في «غزة ـــــ تاريخ من النضال» يعود إلى الأراضي المحتلة للتحقيق في «مذبحة خان يونس» (1956)
التي ذهب ضحيّتها 250 فلسطينياً. وأثناء بحثه في تاريخ المذبحة، يكتشف مجزرة أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي في رفح.
هكذا يقرر تخصيص قسمي كتابه للبحث في تاريخ هاتين المجزرتين.
«ليس لدى الفلسطينيين ترف استيعاب أي مأساة قبل أن تقع عليهم الأخرى»، يكتب.
على صفحات الكتاب المصوّر، يرسم نفسه في ملامح ذلك الصحافي الذي يرتدي النظارة وفي يده دفتر.
يضع الفنان نفسه في الكتاب موضع نقد، حين تسأله إحدى الإسرائيليّات عن عدم اهتمامه بالرواية الإسرائيليّة للمجزرة...
يجيبها ساكو «الكرتوني» بأنه لم يسمع طيلة حياته سوى الرواية الإسرائيليّة!
المترجم

د. محمد توفيق البجيرمي

أما المترجم د.محمد توفيق البجيرمي فهو إعلامي فلسطيني من مواليد إجزم قضاء حيفا 12 /1 /1938، ومقيم في دمشق.
يحمل شهادة الدكتوراة في الأدب الإنكليزي.
درس محمد توفيق البجيرمي في كلية الآداب في جامعة بغداد، وحاز على بكالوريوس من مرتبة الشرف في الأدب الإنكليزي عام 1960،
ثم أكمل دراساته العليا في جامعة شيفيلد في إنكلترا، حيث حاز على ماجستير في الأدب الأفريقي عام 1974،
ثم على شهادة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي عام 1980.
عمل البجيرمي فور تخرجه من جامعة بغداد عام 1960 مدرساً جامعياً للغة الانجليزية حتى تمت ترقيته
ليعمل مترجماً ومحرراً للأخبار في التلفزيون العراقي.
وقام بتدريس الطلاب كيفية ترجمة نشرات الأخبار من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية.
ثم عمل الدكتور البجيرمي مترجماً ومدرّساً للغة الإنكليزية في سوريا، ولكن ما جعله مشهوراً
في كل من سوريا والعراق هو ظهوره على شاشات التلفاز.
ففي عام 1969 مثل دور الجاحظ في مسلسل تلفزيوني من 30 حلقة بعنوان البخلاء.
من عام 1962 إلى 1964 كان مقدماً لبرنامج يومي طوله 10 دقائق بعنوان "نافدة على العالم" من تلفزيون بغداد.
كما قام بتدريس اللغة الإنكليزية في بغداد في تلك الفترة،
ومن عام 1966 إلى عام 1971 قدم في التلفزيون العربي السوري برنامجاً أسبوعياً طوله 20 دقيقة بعنوان "طرائف من العالم"،
ومن ثم استأنف تقديم هذا البرنامج، وطوله 25 دقيقة في عام 1980، ولا يزال يذاع في الخامسة من مساء كل خميس حتى الآن.
يعد برنامج طرائف من العالم من البرامج المعروفة لمعظم السوريين وهو فعلاً من رموز التلفزيون السوري
حيث ألفه المشاهدون لفترة طويلة امتدت أكثر من 25 عاماً.
في أعوام 1995 و 1996 و 1997 مثل دور ابن عبد ربه الأندلسي في ثلاثة مسلسلات،
كل منها من 30 حلقة مأخودة من كتاب العقد الفريد.
عمل البجيرمي بتدريس الأدب الإنكليزي بقسم اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق
وكان قد قام بتدريس اللغة الإنكليزية في المعهد العالي الصناعي بدمشق.
من عام 1980 حتى التقاعد في عام 2000 قام بتدريس الشعر، والنقد الأدبي، والترجمة،
والأدب المقارن، والأدب الأميركي في جامعة دمشق وبقية الجامعات السورية،
كما أشرف على أطروحتي ماجستير، وناقش أربع أطروحات في الأدب الإنكليزي.
قام البجيرمي بترجمة أكثر من 13 كتاب إلى العربية من اللغة الإنكليزية.
كما عمل كمترجم ورئيس تحرير الأخبار في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدمشق في السيتينيات من القرن الماضي.
ورغم تقاعد الدكتور محمد البجيرمي من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق في العام 2000،
إلاّ أن جعبته لا تزال مليئة بالأشياء الكثيرة التي يساهم بها في العالم الأكاديمي.
فلديه معرفة وبصيرة على مدى حياته يشاطرها مع العالم. ويقول محمد توفيق ضاحكاً :
"أخطط لإصدار مطبوعات حول التأثيرات العربية والإسلامية على الأدبين الإنجليزي والأميركي...
وربما يتطلب ذلك إنجاز عدة كتب، فالتأثير العربي امتد عبر مئات السنين "
وقد قام فعلاً بترجمة سيرة حياة العديد من الشخصيات والمواضيع في العلوم السياسية من اللغة الإنجليزية إلى العربية؛
بالإضافة إلى ترجمته أعمالاً مهمة في اللغة العربية إلى الإنجليزية كي تصل إلى القرّاء الذين يتكلمون الإنجليزية أيضاً.

الطرفة التالية التي حصلت مع "البجيرمي" وجدتها مكررة في أكثر من موقع على الإنترنت، ورأيت أن أنقلها لكم:


البجيرمي: (فتأمل يرعاك الله)

يروى عن الدكتور محمد توفيق البجيرمي صاحب البرنامج الأسبوعي الشهير، الذي كان يُقدم في التلفزيون العربي السوري
بعنوان "طرائف من العالم" وكان يحظى بمتابعة واسعة من الجمهور بمادته المثيرة وتعليقات الدكتور الشيقة
أنه في أثناء وجوده مرة في حمص وأثناء قيادته لسيارته، سمع صوتاً من المحرك أثار انتباهه،
ومن المعروف أن أي سائق للسيارة في أثناء القيادة تكون أذنه على صوت المحرك وعينه على الشارع أو الطريق.‏
اتجه الدكتور البجيرمي نحو المنطقة الصناعية وتوقف أمام ورشة أحد الميكانيكيين،
ثم شرح له الموضوع الذي أقلقه بشأن صوت المحرك.‏
ألقى الميكانيكي نظرة على محرك السيارة، وسمع الصوت وشخّص العطل،
ثم نادى صبياً يعمل لديه وأعطاه التعليمات لإصلاح الخلل،
ولم يستغرق عمل هذا الصبي أكثر من خمس عشرة أو عشرين دقيقة لإنجاز المهمة
ثم قال الصبي للدكتور: تفضل يا أستاذ، سيارتك جاهزة فلقد تم إصلاح العطل، يمكنك تجريبها.‏
كان هذا الولد الشاطر دقيقاً، فلقد اختفى الصوت المقلق، وعادت السيارة إلى أحسن أحوالها.‏
أتى المعلم صاحب الورشة وقال: هل سيارتك جاهزة يا أستاذ؟
نعم جاهزة أجاب صاحب السيارة البجيرمي ولكم الشكر.‏
البجيرمي : كم تريد يا معلم؟‏
فطلب صاحب الورشة مبلغاً من المال، شعر الدكتور أنه أكبر بكثير
مما يستحقه من الوقت والجهد الذي قام به الولد لإصلاح الخلل في المحرك.‏
فقال باستهجان : يا أخي والله هذا كثير، أنا دكتور في الآداب متخرج من انكلترا
وأستاذ جامعي ومقدم برنامج في التلفزيون وما أتقاضاه من أجر عن الساعة في عملي
لا يصل إلى المبلغ الذي تطلبه عن العمل الذي أنجزه هذا الصبي في أقل من نصف ساعة.‏
هنا انبرى الصبي في الرد على الدكتور قائلاً : والله يا دكتور أنت الحق عليك،
لأنك ضيّعت نفسك ومستقبلك في العلم.‏
لم يملك الدكتور توفيق البجيرمي إلا أن يصمت مشدوهاً بمنطق الصبي الذي لم يجد أي عبارة للرد عليه
سوى أن يخاطب نفسه دون أن يسمعه أحد بعبارته الشهيرة ... (فتأمل يرعاك الله)
ولعله وهو في الطريق إلى دمشق كان يحلم بكاميرا التلفزيون لتصوير ذاك المشهد لعرضه في برنامجه الذائع الصيت
"طرائف من العالم".‏
عن جريدة الثورة ..

البجيرمي: (ما رأيكم دام فضلكم؟)

معلومات الطبعة العربية من الكتاب
العنوان: غزة تاريخ من النضال / ملحمة بطولية في شرائط رسومية
تأليف: جو ساكو
ترجمة: د. محمد توفيق البجيرمي
عدد الصفحات: 385 صفحة
المقاس: 27×21
غلاف عادي - ورق مصقول
الوزن: حوالي كيلوغرام
الناشر: الدار العربية للعلوم - لبنان
الطبعة: الأولى16/ 3/ 2011
ISBN 978-614-01-0197-5 الترقيم الدولي:
السعر: 20.0$

ملاحظات أخيرة عن الطبعة العربية من الكتاب:
لا تحوي الطبعة العربية مقدمة الكتاب بقلم "جو ساكو" وهي 3 صفحات
كما لا تحوي الملاحق الموجودة في الكتاب الأصلي وتبلغ 29 صفحة
كما تم حذف الصفحتين 386 و 388 من نهاية القصة!!

الصفحات الأخيرة من الكتاب:
386 و387 و388

(من اليمين إلى اليسار)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق