الثلاثاء، 1 مايو 2012

ديريب Derib


رسام وسيناريست سويسري
مواليد 8 / 8 / 1944

.

هيثم حمد الله


بقلم ضياء أنور


بقلم: د. ناصر

قيل

تحية لجميع اعضاء المنتدى الكرام
هذه محاولة بسيطة لتسليط الضوء على احد اهم فنانين الكوميكس الاوروربى بل لعله اشهرهم على الاطلاق

DERIB



ولد الفنان ديريب فى سويسرا سنة 1944 و اسمه الحقيقى Claude de Ribaupierre

منذ سن 11 سنة عشق الفنان رسم تفاصيل  تركيب جسم الانسان بادق تفاصيله
ثم عمل فى صباه كمرشد لركوب الخيل و قد كان لهذا اثره الكبير فى اعماله فى المستقبل.

بزغ نجم ديريب بعد انضمامه لاستديو PEYO للكوميكس فى بلجيكا حيث عمل على عدة قصص
لشخصيات  THE SMURFS  و التى تم نشرها فى مجلة SPIRU


فى سنة 1967 شكل فريق عمل مع الفنان موريس روسى و تم تقديم شخصية كوميكسية
جديدة حول كلب ناطق "ATTILA" فى مجلة سبيرو


ثم قدم مع الكاتب JOB شخصية الهندى الصغير YAKARI و هنا كانت انطلاقة ديريب الحقيقة الى عالم الشهرة


فى سنة 1970 انضم الى مجلة تان تان و قدم كوميكس الغرب الامريكى مع ميشيل جريج
مثل قصة " الى الغرب"


فى سنة 1972 قدم سلسلة شخصية بادى لونجواى منفردا حتى سنة 1987 و استانفها مرة اخرى فى سنة 2002



تميزت اعمال ديريب بأن الشخصيات تتطور طبيعيا مع السلسلة و الوقت فنرى البطل يتزوج و و ينجب و يشيخ
و يزداد حكمة مع مرورو الزمن مما يجعل القارئ يعايش الشخصية و يتصل بها و بمحيطها.

فى سنة 1980 بدأ ديريب يتجه الى مناقشة المشاكل الاجتماعية ذات الاسقاطات السياسية
و قدم  (JO) اول كتاب للكوميكس يناقش قضية الايدز و كذلك قدم (بدون حدود NO LIMITS) و الذى يناقش قضية العنف



فى سنة 1981 قدم ديريب رائعته الخالدة و التى يمكن وصفها بجوهرة التاج لاعماله

Celui-qui-est-né-deux-fois'
one who is born twice


و يقدم فيها ديريب سلسلة من 3 اصدارات تناقش قصة الشاب الهندى الامريكى من السيوكس RAIN STORM فى القرن التاسع عشر و علاقته بارواح المحاربين القدامي و اصبح رجل الحكمة لقبيلته.


و استكمالا للسلسلة قدم مجموعة اخرى

'RED ROAD'
و تتناول قصة الغرب الامريكى الجديد



حصد الفنان ديريب العديد من الجوائز العالمية و يعد اليوم من اشهر الاسماء فى عالم الكوميكس الاوروبي.

==========================

بقلم: أحمس أحمد



كنت قد عقدت العزم منذ فترة على تقديم تحليل أدبى عن سلسلة بادى لونجواى

و كنت سأقوم بوضع فقره بالتحليل عن الفنان صاحب السلسلة الكاتب و الرسام

دريب DERIB  ، و لكننى بعد أن طالعت بعض من سيرته الشخصية و قراءت

بعضا من أعماله فقد أستقريت على تقديم مقال منفصل أكراما لهذا الفنان الفريد

من نوعه .




نشأة دريب و طفولته :

---------------------------

ولد دريب و أسمه بالكامل كلود دريبوبيير CLAUD DE RIBAUPIERRE

بمدينة LA TOUR DE PIELZ  بمقاطعة  VAUDبسويسرا بعام 1944

و هو سويسرى الجنسية و عمره 69 عام و ما يزال متألق متواصل الانتاج حتى الان .


و أستأذنكم بتقديم بعض الصور من البيئة التى نشاء فيها دريب و التى

كان لها تأثيرا عليه و على أتجهاته الفنية :


مدينة LA TOUR DE PIELZ   مسقط رأسه و مقر أقامته حاليا :



بعض المشاهد الرائعة لمقاطعة VAUD:



بالواقع أن تلك المقاطعة تحتوى على عدد من المدن و الاماكن الساحرة

و الخلابة و منها مدينة ربما تكون فريدة من نوعها بالعالم بجمال الطبيعة

و هى مدينة MONTREUXو هى تقع على ضفاف بحيرة جنيف :



----------------------

فى هذة الاجواء الساحرة الخلابة من جبال و خضرة و بحيرات نشأ و ترعرع دريب


فى الواقع أنا لا أعرف ما هو مدى تأثر دريب ببلده الساحر سويسرا ذو الطبيعة

الخلابة (  ليس فقط على مستوى الطبيعة بل إيضا بطباع مواطنيه  ) و لكنى

أذكر فقط بأن نفس البلد قد قدم لنا عن طريق مجلة تان تان فنان لا يقل أبداعا

هو الفنان كوزى ( كاتب و رسام سلسلة جوناثان ) .



الصديقان كوزى و دريب هدية سويسرا الى الكوميكس الفرانكوفونى

-----------------------------------------

نشاء دريب بعائلة نموذجية لتكوين و تشجيع فنان مبدع فكانت والدته تهديه ألبوم

لتان تان كهدية رأس العام الجديد أما والده فكان فنانا رساما  و قد شجعه كثيرا

لكى يعمل بالفن و الكوميكس .


يستدل مما سبق أنه قد نشاء بعائلة متفاهمة مترابطة لديها تقدير كبير للفنون .


دريب صغيرا مع أبويه بمسقط رأسه و لاحظ الطبيعة الجبلية للمكان .

------------------------------

يقول دريب بأنه كان يطالع ألبومات تان تان ( هدايا والدته ) حتى قبل تعلمه القراءة

و بالعاشرة من العمر بداء بقراءة مجلات تان تان و سبيرو حيث وقع بغرام قصص

جيرى سبرينج و كورانتان .



سلسلة جيرى سبرينج للفنان جيجيه المثل الاعلى و القدوة لدريب الى عالم قصص الغرب الامريكى


كان دريب دوما مغرما بالطبيعة و بالخيول و قد أدى ذلك لعمله أولا بالفروسية

حتى أنه قد قام بأعطاء بعض دروس الفروسية لتعليم ركوب الخيل ، لكنه سريعا

ما تفرغ نهائيا للرسم .


ثم أنتقل دريب الى الاقامة ببلجيكا حيث كانت هى قبلة فنانى الكوميكس بذلك الوقت

و هناك ألتحق بأستوديو الفنان بيو PEYOو ساعد برسم قصص السنافر و ذلك

لمدة عامان كاملان .
.
.

تدرب دريب بأستوديو بيو و تعلم أصول و قواعد رسم الكوميكس و ساهم برسوم قصص السنافر


عمل دريب بقصص السنافر كان مدخل دريب الى مجلة سبيرو و هناك تعرف

على فنانين كبار كان يعتبرهم مثله الاعلى بالكوميكس كجيجيه ( جيرى سبرينج )

و فرانكين ( سبيرو و فاتازيو – جاستون ) .


لقطة عائلية لدريب و زوجته ( بالوسط ) مع جيجيه ( الى اليسار ) و كوزى ( الى اليمين )

--------------------------------

و بمجلة سبيرو قدم دريب أول أعماله الشخصية على الاطلاق فقدم رسومات سلسلة عن

العصور الوسطى هى أرنو دى كاستلوب ARNAUD DE CASTELOUP


.
كما قام بتقديم بعض من قصص العم بول و قام أيضا برسم شخصية لكلب ناطق

هى شخصية أتيلا ، و كل ما سبق تم تقديمه بمجلة سبيرو .


--------------------

يقول دريب أن أقامته ببلجيكا المنبسطة كثيرة السهول جعلت عنده حنين الى جبال

سويسرا فكان يتنقل دوما بين البلدين و أثناء تواجده بسويسرا حدث التحول الكبير

بمسيرة دريب الفنية عند ألتقائه بالفنان جوب .


دريب  ( بيسار الصورة ) مع جوب ( أقصى اليمين ) .


فقد قاما أولا بتقديم قصص لشخصية " بومة " هى بيتاجور
.


دريب و جوب مع بيتاجور

-------------------------

ثم كانت الضربة الموفقة التى فتحت عالم الشهرة و النجاح لكليهما عندما قدما تصور

لسيناريو درامى لشخصية طفل صغير رسمها دريب عندما كان يعمل بأستوديو بيو .


فقد وضعا سويا تصور لطفل صغير من الهنود الحمر يتميز بالقدرة على التحدث

مع الحيوانات و تولى جوب وضع السيناريو للقصص التى قام دريب برسمها

و هكذا ولدت السلسلة الفائقة النجاح ياكارى .


يقول دريب عن عمله مع جوب : لأول مرة أكون متحررا من القيود التى تفرضها

المجلات الكبيرة مثل سبيرو و تان تان فهى تفرض عليك دورا و نمطا فنيا حسب

رؤية المجلة .
.

و أتوقف كثيرا عند سلسلة ياكارى فهى أول عمل فائق النجاح لدريب و أول

عمل يعبر عن أفكاره التى أستمدها من خلال طبيعة مسقط رأسه و من خلال

قناعاته الشخصية .


أولا سر النجاح الفائق لتلك السلسلة هو العناية بالفئة العمرية التى تم توجيه

السلسلة لها فالسلسلة موجهة الى الاطفال الصغار ما بين ( 3 – 9 أعوام )

و هى تماثل تماما الفئة العمرية التى تخاطبها قصص ديزنى مثلا ، فعمر البطل

ياكارى ( تقريبا 7 أو 8 سنوات على أقصى تقدير ) و الطبيعة الخلابة للجبال

بالغرب الامريكى و تواجد كم كبير من الحيوانات الناطقة الصديقة للبطل ،

كل هذا أحدث عوامل جذب للجمهور من الاعمار الصغيرة جدا و التى تواصلت

مع السلسلة حتى مغادرة القراء لعمر الطفولة ، و بالغالب فقد راهن دريب على

الفئة العمرية التى كان هو يمثلها حين كانت والدته تشترى له قصص تان تان .


Zoom in (real dimensions: 1600 x 1200)

و يحكى دريب أن الكثير من عشاق ياكارى قد أعترفوا بمساهمة السلسلة بتغيير

مسار حياتهم حتى أن بعضهم قد تعمد أمتهان الطب البيطرى حبا بالحيوانات

هل تصدقوا هذا ..................؟؟؟؟؟

-----------------------------------------------



الطبيعة الخلابة من جبال و مساحات خضراء بالقصص و التى تكررت دوما

بعد ذلك بقصصه كانت توثيق من دريب لطبيعة مسقط رأسه بسويسرا ، و تكاد

أن تستشعر نفس الروح مع أختلاف المكان فقصص دريب و رسوماته فعلا

لهى مريحة و ممتعة للنظر حيث الطبيعة الخلابة من جبال و أنهار و بحيرات

و يغلب على الكثير من القصص الجو الشتوى الجليدى المميز لسويسرا .


قدم دريب من خلال هذة السلسلة أول أعماله عن الغرب الامريكى و التى

توالت كالسيول بعد ذلك فدريب قد كرس الغالبية الكاسحة من مجمل أعماله

لتقديم و عرض مظاهر الحياة بالغرب الامريكى و بالهنود الحمر بشكل خاص .


Zoom in (real dimensions: 1024 x 768)

أستغل دريب قصصه المختلفة عن الغرب الامريكى لعرض عشقه القديم للخيول

و أحترامه الشديد للحيوانات و أستأذنكم بأستعراض بعض العبارات على لسان

دريب و التى توضح شخصية هذا الفنان الفريدة من نوعها و عشقه و تقديسه

و فلسفته الخاصة لكل ما ينبض بالحياة و  للطبيعة التى خلقها الخالق العظيم

و نقله لكل ما سبق الى جمهوره و قراءه من خلال فنه :


يقول دريب أن تواجد الحيوانات يحافظ على التوازن الطبيعى للحياة

و هو شخصيا يستفيد منهم كثيرا بعمله و يستلهم منهم الكثير فهم مخلوقات 

شبه مثالية على حد قوله مليئة بالقوة و الرشاقة و الجمال و هم شديدى الوفاء .


أستغل دريب قصصه مثل ياكارى و بادى لونجواى التى تدور بالغرب الامريكى

برسم جميع الحيوانات تقريبا التى تعيش بشمال القارة الامريكية و قد أرتبطت

السلسلتان بذكاء شديد بالحيوانات المختلفة الاليفة منها و المفترسة فياكارى

كان لديه قدره خارقة بالتحدث مع مختلف الحيوانات و يقول دريب أنه عبر

القصص المختلفة يتعرف ياكارى بكل قصة على حيوان جديد و يتكلم معه

و يكتسب صداقته ، أما بادى لونجواى فهو بمنتهى البساطة صياد يعيش على

صيد الحيوانات المختلفة لبيع جلودها و لتوفير الطعام أيضا .

.

يقول دريب أن رسم الحيوانات يحتاج الى بصيرة ثاقبة و خيال واسع

و الى مراقبة مستمرة أيضا فمثلا رسم حصان أو دابة تجرى على أربع

بلحظة معينة يستتبع تحديد حركة الاقدام ذات الحوافر ، فبذات اللحظة

سيكون حافرا ملامسا الارض و حافرا أخر بالهواء و ينبغى دراسة

حركة الحيوان دون ملل حتى ألتقاط أسلوب حركه كل قدم بالجرى

و لكل حيوان أسلوب بالجرى يختلف عن الاخر فليس ركض الخيول

ذات الحوافر مثلا مثل ركض الذئاب أو الكلاب ذوى المخالب ، و قد

يكون ذلك الشرح عسيرا على البعض لكنه قد أعتاد عليه بعد أكثر

من أربعون عاما بمراقبة و رسم الحيوانات و هو يجد رسمها أسهل

بالنسبة اليه من رسم السيارات على سبيل المثال .



يقر دريب أنه يقضى أوقاتا كثيرة بين الحيوانات للتأمل و ذلك حسب

قوله ضروريا و أن لا يكون متوفرا للكثيرين من الرسامين فرسم

حيوان البيزون ( الثور البرى ) مثلا مع مواجهته مباشرة وجها

لوجه ( البيزون يبلغ طوله متران ) يختلف تماما عن رسم نفس الحيوان

نقلا من صورة فوتغرافية على سبيل المثال ، و يروى دريب شدة حرصه

للذهاب الى مزارع البيزون للرؤية و الرسم .


يروى أيضا دريب أنه لديه وفاء شديدا لحيوناته الخاصة و بقصته

RED ROAD قام بتقديم مهرته " شانون " بالقصة و جعل صورتها

تتصدر الغلاف .


شانون الى اليمين تتصدر غلاف قصة RED ROAD

=========================

يقول موقع ويكيبيديا أن سلسلة ياكارى قد ترجمت الى 17 لغة منها العربية

( و لا أعرف من قام بترجمة ياكارى الى العربية ربما مجلة علاء الدين أو بلبل )

و يقول دريب أن تعداد عشاق ياكارى حول العالم ( و الذى تم تحويل قصصه الى

رسوم كرتون ) يبلغ ال 30 ميلون قارىء و متابع .

Zoom in (real dimensions: 1600 x 1200)

======================

التعاون مع جريج و بداية جديدة :


بعد النجاح المذهل لياكارى لفتت موهبة دريب نظر الفنان جريج و الذى كان

من أعمدة مجلة تان تان ففتح له الطريق الى المجلة على مصارعيه بل تعاون

معه لتقديم عمله الاول بالمجلة " الى الغرب " و هى قصة ويسترن طويلة

من تأليف جريج و رسوم دريب تصور رحلة عدد من المهاجرين الى الغرب

الامريكى .


بعدها جاءت فرصة العمر لدريب لتقديم سلسلة عمره و كان جريج وقتها

يشغل منصب رئيس تحرير مجلة تان تان ، فعرض عليه دريب فكرته عن

مشروع سلسلة عن صياد يعيش بالغرب الامريكى يتزوج و ينجب و يموت

و تحمس جريج للقصة و شجع دريب على الاقدام على العمل فكانت السلسلة

" بادى لونجواى " و التى حقق بها دريب حلمه بتقديم أفكاره من خلال عمل

شخصى منفرد فجمع بين الكتابة و الرسم .


يقول دريب أن تلك السلسلة كانت تجربة مبهرة و جديدة بالنسبة أليه على

المستوى الانسانى فبتاريخ لاحق لتقديم القصص الاولى قابل زوجته و تزوجا

وولدا وقدر له أن يتعايش مع الاحاسيس و المشاعر للحياة العائلية و تربية

الابناء و التى قام بتقديمها سلفا بقصص لونجواى قبل أن يتزوج .  



الحق أن قصص لونجواى الواقعية قد أفسحت المجال لدريب لعرض أفكاره

عن توازن الحياة العائلية حسب ما تعايش معها هو بأسرته التى نعم معها

بطفولة دافئة و تربية شبه نموذجية .


دريب و زوجته
.
==================

و من أقوال دريب النادرة : أن الانسان لكى يتم السماح له بقيادة السيارات

يمر بأختبارات و يستلزم الامر حصوله على رخصة معتمدة لذلك ، لكن لا أحد

يحتاج الى رخصة قبل أقدامه على الانجاب و تربية الاطفال على الرغم من أن

تربية و تنشأة الاطفال هو أمر أكثر خطورة و أهمية بمراحل عديدة من القيادة .


و من أقوله عن الحياة بصفة عامة : يعمل الانسان و يهتم و يكد كثيرا للنجاح

بعمله و الذى قد يؤمن له المال الوفير مما يمكنه من توفير المسكن الفاخر

و السيارة الحديثة و حياة رغدة و تأمين مستقبله و مستقبل أولاده و لكن

لكل ما سبق لا يوفر السعادة دوما و لا راحة البال ، فالانسان كى يصل الى

التوازن الطبيعى بحياته يحب أن يبحث عن المعانى و الرموز الحقيقة بالحياة

و التى تستحق أن يسعى أليها الانسان و التى يستطيع من خلالها أن يعبر عن

نفسه ، و السبيل الوحيد للوصول الى ذلك الهدف هو أن يسعى الانسان لفعل

ما يحب و يهوى ، فأذا أمتهن الانسان ما يحب فيمكنه الجمع بين النجاح

و السعادة بذات الوقت و هو يعترف بأن ذلك صعب جدا لكنه ممكن الحدوث

و هو شخصيا مثال على ذلك .

=======================


الاستاذية و التعمق بتقديم قصص الغرب الامريكى و التخصص

بقصص الهنود و حب الطبيعة و البساطة :


كل ما سبق لم يكن كافيا لدريب أن يشعر بأنه قد تعمق بدراسة و تقديم

حياة الهنود الحمر بالغرب الامريكى ، فقدم تحفته الرائعة

الانسان الذى ولد مرتين ( 3 قصص ) و هى أشبه بقصة تصور و توثق

الروحانيات و المعتقدات و الاخلاقيات للهنود الرحل بالغرب الامريكى

و هذة السلسلة لا تقل روعة عن سلسلة بادى لونجواى .




.
و أتبعها  بقصة الطريق الاحمر RED ROAD  و هى تصور بقايا حضارة

الهنود بالوقت المعاصر و هى من 4 قصص .


و أمعانا بحبه للطبيعة قام دريب بتقديم قصة من أحدث ما قدم ( أصدار عام 2012 )

بأسم سوف تكونين ملكة و هى تدور حول المزارع و تربية الابقار و المواشى .


.



=================


و قد يقول قائل أن الرجل حالم و يعيش و يدعو الى المدينة الفاضلة و لكن دريب

فعل أكثر من ذلك ، فقد أنتقل من مرحلة عرض الافكار الى تقديم مساعدات فعلية

الى مجتمعه و المساهمة بحل مشاكله .


بعام 1989 و عندما كان دريب بال 45 من العمر قام بأنشاء مؤسسة

“ FONDATION POUR LA VIE “أو مؤسسة من أجل الحياة و هى مؤسسة

خيرية تطوعية عامة تعمل بالتعاون مع مختلف المؤسسات بالمجتمع لتقديم

المساعدات و الحلول و التوعية لأصحاب الحاجة خاصة الاطفال و المراهقين

و دريب هو بمناسبة رئيس تلك المؤسسة الخيرية .


و قد قامت تلك المؤسسة بدور الناشر لقصة دريب JO و هى قصة أشبه

بالصدمة قدمها دريب للتوعية من مرض الايدز و قد قامت المؤسسة

بالتعاون و التنسيق مع مختلف المؤسسات المدرسية بمقاطعة VAUD

بسويسرا ( مسقط رأس دريب ) لتعميم الالبوم على طلبة المدارس

حيث تم ألزامه على جميع الدارسين بالمرحلة العمرية ( بين 14 – 18 عام )

هذا و قد ترجمت قصة JO  الى 16 لغة أجنيبة و تم تقديمها مترجمة بمنتدانا .


رابط قصة JO   بالمنتدى  : http://arabcomics.net/phpbb3/viewtopic.php?f=100&t=6559


و لى وقفة عند تلك القصة ففبها الكثير ليقال :

اولا : عند تقديم هذة القصة منذ زمن طويل بالمنتدى لم أهتم لقرائتها

ربما ذلك لثقل موضوعها حيث أن مرض الايدز بمفهومنا نحن العرب

طبعا بساوى الشذوذ الجنسى و بهذة القصة يكشف لنا دريب أن هذا

المفهوم  و تلك النظرة الى حامل المرض هى مطابقة عند الغرب إيضا .


ببداية القصة  يبدو شبح الانحراف السلوكى متواجدا و تكاد تشعر أن

لاحقا سيتضح أن أحد الابطال شاذ جنسيا و لكن لم يكن هذا موضوع

القصة .


تدور القصة حول تنامى مشاعر الاعجاب بين فتاة ( و هى JO)  و شاب

و يعترف الشاب لجو بأنه يعيش برعب يفسد عليه حياته حيث توفي أخوه

الاكبر بمرض الايدز أثر تعاطى حقنة ملوثة حيث كان أخاه مدمنا للمخدرات

و كان رد فعل العائلة تجاه موت الابن صاعقا على الشاب فقد تبرأ منه أبواه

و ادعو أنه قد توفي بحادث غرق ببلد بعيد ( المغرب ) و لم يتم العثور على

جثته ، كل هذا لأنه قد أصيب بالايدز مع العلم بأنه لم يكن شاذا لكن كان يجب

الحفاظ على المظاهر و سمعة العائلة .


منذ تلك الحادثة و الشاب يعيش برعب فأصبح يخشى أقامة العلاقات مع الفتيات

و كان يرتاب بأمر أصابته بنفس المرض منقولا من علاقته النسائية السابقة

و عند أعترافه للفتاة قامت جو بتهدئة الشاب و قررا سويا أن يقوما بالفحوصات

و جائت النتيجة صاعقة حيث كانت الفتى سليم و جو هى التى كانت

مصابة من علاقة عابرة قديمة مع رجل لم تره سوى مرة واحدة فقط .


و أسأذنكم بتقديم هذا الكادر و الذى يلخص الرسالة التى يريد دريب توصيلها

بالقصة و هى رسالة بمنتهى الجراءة بالمجتمع الغربى :


دريب هنا طبعا لا يدعو الى تحريم العلاقات و لكن يدعو صراحة الى نبذ

الانسياق الاعمى وراء الغرائز و يدعو صراحة الى تلاقى المشاعر و العقول

قبل تلاقى الاجساد و هى رسالة بمنتهى الجراءة تجاه شياطين الحرية

و الاباحية بالغرب و الذين يدعون أن الحرية الجنسية هى من مقومات

الحضارة و التقدم بالغرب و أن تقيدها يتعارض مع الحرية الشخصية

للفرد .


تلك الحرية المجنونة التى قد تقود الانسان يوما الى الوقوع ببئر سحيق

لا مخرج منه لمجرد نسيانه و نفوره من الحياة المتوازنة السليمة التى

يجب أن يحيا عليها الانسان ، و لا أعتقد أننى بالحاجة الى التوضيح

بأن القصة و دريب يجرم الاكثار من العلاقات بدافع الشهوة العمياء

فقط لأرضاء غرور شيطانى قمىء ، و قدم دريب بالقصة نموذج

نادر لما يجب أن يكون عليه العلاقة بين شاب و فتاة لتكوين أسرة

التفاهم أولا و التأكد من سلامة كل طرف ( عن طريق الفحوصات )

ثم الزواج و تكوين أسرة ( ليس هذا ما حدث بالقصة حيث كانت الفتاة

مصابة بالفيروس  و قد أنتهى الامر بوفاتها رغم أتمام الزواج ) .


قد ألقيت الضوء على تلك القصة لعرض افكار دريب الانسانية بقضايا

مجتمعه هو ( و هى بالطبع تختلف عن مجتمعنا العربى ) و لكنى أجد

الرجل بمنتهى الجراءة و أنا شخصيا أحييه على مجهوده بتقديم تلك

القصة لخدمه بلده و أحييه على أفكاره التى تمثل أفضل ما بالمجتمعات

الغربية أخلاقيا .


و لم يتوقف الامر على قصة جو فقد قدم دريب أيضا عن طريق مؤسسة

MOUVEMENT DU NID و هى مؤسسة فرنسية تعمل بنفس مجال

مؤسسته  قصة POUR TOI SANDRA من أجلك يا ساندرا .
.
.
و هى قصة موجهة للتوعية من وباء الدعارة و بالصفحات الاخيرة من تلك القصة

تم تقديم أرقام تليفونات و عناوين يمكن لطالب الهروب من ذلك المستنقع أن يستنجد بها .


و قدم أيضا قصة أجتماعية أخرى هى NO LIMITS بلا حدود و هى تناقش

قضية العنف بالمجتمع .



يقول دريب أن المجتمع يجب يستيقظ و ينهض لمناقشة و علاج أمراضه  الحقيقية

و لا يجب القاء التهم بسهولة دوما على الاخرين فموزعى المخدرات مثلا لا يوجد

ما يؤكد أنه راضون و سعداء بممارستم لذلك العمل و لكن السؤال ماذا قدمنا لهم

من بدائل ليعيشوا حياة أفضل ؟


========================


و بالنهاية لا أستطيع أن أخفى أعجابى و تقديرى لعقلية هذا الرجل فهو فنان

حقيقى استطاع أن يصل الى أقصى درجات النجاح بموهبته و مثابرته و لم

ينس فضل مجتمعه و بيئته فرد لها الجميل سواء عن طريق فنه أو

بفضل مساهماته الخيرية كما تشير قصصه الى احترام عميق للبيئة و للطبيعة

و للحياة بصفة عامة و للأخلاقيات و الدفء الاسرى و العائلى .

و أنا كأنسان شرقى أفسر تفكير و أسلوب الرجل بأنه يحترم و يقدس

نعمة الله سبحانه و تعالى علينا بالوجود .



و قد يقول البعض أن الرجل حالم و يدعو الى المدينة الفاضلة و أن من السهل

أن يدعو شخص الى ذلك حين تتوافر له الظروف و الامكانيات من بيئة و طبيعة

ساحرة و حياة عائلية مستقرة و دافئة و أسرة تحترم و تمارس الفن ، و أنه

من السهل أن يدعو الانسان الى ذلك أذا كان سويسريا فهو يعيش ببرج عاجى .


و لكننى أرى أنه صادق مع نفسه و أفكاره و أنه لم يتأخر عن مساعدة

مجتمعه بالمشاكل التى يعانى منها المجتمع الغربى و هى مشاركة حميدة منه

و أنا شخصيا أقدره لأقدامه على ذلك حيث أنه لم يكن يحتاج مطلقا لتقديم

قصصه الاجتماعية التى ناقش بها قضايا العنف و الجنس و الدعارة و المخدرات

حيث أعتقد أنها لم تضف اليه كثيرا من الكسب المادى ( يكفى سلسلة ياكارى

و نجاحها الساحق عالميا لتأمين مستقبله و أولاده و أحفاده أيضا ) .


و لم يكتفِ بعرض و مناقشة مشاكل مجتمعه فقط بل قدم حلولا عمليه لها

و أنا سعيد للأستجابة الجيدة من مختلف الجمعيات و المؤسسات التربوية

و الخيرية على عمله و تقديرها له  .


==============================


.
أخوتى الكرام أتمنى أن أكون قد وفقت بأسلوب العرض لسيرة هذا الفنان القدير و الكبير و الى اللقاء الذى أتمنى أن يكون عاجلا أن شاء الله تعالى مع تحليل أدبى عن رائعة دريب سلسلة بادى لونجواى .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق