هذه القصة تعد واحدة من أجمل روايات الكوميكس التى قرأتها ، كانت تستحق افتتاحية خاصة لها فى مجلة بيلوت ولكنى أجلت هذا لحين نشرها مجمعة لأن القارئ يجب أن يقرأها كاملة وبدقة أولًا قبل أن يقرأ أى نقد حولها .. القصة بالطبع غارقة فى الرمزية ، والمفترض أن الإغراق فى الرموز عيب وليس ميزة ، خاصة عندما تتحول إلى كوميكس ، ولكن لحسن حظ القصة أنها وقعت فى يد فنان متمكن يمكنه التعبير عن العوالم المختلفة والغريبة والخيالية بريشة سحرية تجعل ذلك العالم الغريب متقبلًا كما لو كان من غير المستبعد وجوده .. القصة بالطبع هى حديث عن الطغيان بكافة صوره ، طغيان الفرد على الجماعة ، طغيان العقل ، طغيان النفس التى تزين الشر بكل وسيلة ممكنة ... ، وهى تشريح لهذا الطغيان فى محاولة للوصول إلى منابعه الأصلية ، كيف يبدأ وكيف ينمو ، هل يكتسب القوة من ذاته ؟ أم من ضعف الآخرين ؟.. والكاتب يتبنى بشكل أساسى فكرة أن الهروب من الطغيان داخل الوطن يدفع للسقوط تحت نير أشكال أخرى من الطغيان أكثر شراسة وقسوة واستغلالًا ، فالحل بالنسبة له ليس الهروب ولكن وحدة الضعفاء فى مواجهة الطاغية ، ولهذا قام ببناء الحبكة الرئيسية للسيناريو على هذا الأساس ، وربما أنى ذكرت سابقًا أنه تعمد أن يكون الفلاش باك الذى يذكر قصة هروب هوم من قريته فى منتصف القصة ، فى أشد اللحظات التى يعانى فيها هوم من الطغيان والذل والقهر ، ليعقد مقارنة بين فكرة الهروب من الوطن والسقوط فى أيدى الطغيان الخارجى .. من اللمحات الذكية أيضًا للكاتب اختياره للحظة سقوط الطاغية ، وهى اللحظة التى يتخلى فيها الطاغية عن كل قناع زائف ، فالعقل الذى استولى على هوم من بداية القصة كان طاغية ، ولكنه كان يرتدى قناع الناصح والرفيق ، وكان يستخدم أسلوب تشتيت الأفكار ، واستغلال لحظات الضعف ، مما جعل هوم لا يحاول التخلص منه طوال الأحداث ، والطاغية الآخر .. تلك السمكة الغريبة القبيحة كان يرتدى قناع المصلح والداعية والمرشد للضعفاء إلى طريق النجاة ، مما جعل العبيد الذين تحت يده يتحملون خدمته رغم كل ما فيه من غطرسة وكبر ، ولكن جاءت لحظة سقوط الطاغية عندما التحما معًا وأسفرا عن وجههم القبيح ، وهنا أفاق الجميع ، حتى النساء الضعيفات ، ليتضح فى النهاية أن الطاغية لم يكن سوى قطعة لزجة قذرة تنتهى تحت قدم امرأة .. وفى النهاية تنتهى القصة بالفكرة التى يتبناها الكاتب وهى العودة للوطن واتحاد الضعفاء فى مواجهة الطاغية ، وإن كانت الإشارة فى الكادر الأخير أن عوامل الطغيان وخطره يظل موجودًا ، حيث ينتهى بذلك الطاغية العقلى ، تلك الكتلة اللزجة التى تلوح فى آخر كادر فوق البطل .. هوم
هذه القصة تعد واحدة من أجمل روايات الكوميكس التى قرأتها ، كانت تستحق افتتاحية خاصة لها فى مجلة بيلوت ولكنى أجلت هذا لحين نشرها مجمعة لأن القارئ يجب أن يقرأها كاملة وبدقة أولًا قبل أن يقرأ أى نقد حولها ..
ردحذفالقصة بالطبع غارقة فى الرمزية ، والمفترض أن الإغراق فى الرموز عيب وليس ميزة ، خاصة عندما تتحول إلى كوميكس ، ولكن لحسن حظ القصة أنها وقعت فى يد فنان متمكن يمكنه التعبير عن العوالم المختلفة والغريبة والخيالية بريشة سحرية تجعل ذلك العالم الغريب متقبلًا كما لو كان من غير المستبعد وجوده ..
القصة بالطبع هى حديث عن الطغيان بكافة صوره ، طغيان الفرد على الجماعة ، طغيان العقل ، طغيان النفس التى تزين الشر بكل وسيلة ممكنة ... ، وهى تشريح لهذا الطغيان فى محاولة للوصول إلى منابعه الأصلية ، كيف يبدأ وكيف ينمو ، هل يكتسب القوة من ذاته ؟ أم من ضعف الآخرين ؟..
والكاتب يتبنى بشكل أساسى فكرة أن الهروب من الطغيان داخل الوطن يدفع للسقوط تحت نير أشكال أخرى من الطغيان أكثر شراسة وقسوة واستغلالًا ، فالحل بالنسبة له ليس الهروب ولكن وحدة الضعفاء فى مواجهة الطاغية ، ولهذا قام ببناء الحبكة الرئيسية للسيناريو على هذا الأساس ، وربما أنى ذكرت سابقًا أنه تعمد أن يكون الفلاش باك الذى يذكر قصة هروب هوم من قريته فى منتصف القصة ، فى أشد اللحظات التى يعانى فيها هوم من الطغيان والذل والقهر ، ليعقد مقارنة بين فكرة الهروب من الوطن والسقوط فى أيدى الطغيان الخارجى ..
من اللمحات الذكية أيضًا للكاتب اختياره للحظة سقوط الطاغية ، وهى اللحظة التى يتخلى فيها الطاغية عن كل قناع زائف ، فالعقل الذى استولى على هوم من بداية القصة كان طاغية ، ولكنه كان يرتدى قناع الناصح والرفيق ، وكان يستخدم أسلوب تشتيت الأفكار ، واستغلال لحظات الضعف ، مما جعل هوم لا يحاول التخلص منه طوال الأحداث ، والطاغية الآخر .. تلك السمكة الغريبة القبيحة كان يرتدى قناع المصلح والداعية والمرشد للضعفاء إلى طريق النجاة ، مما جعل العبيد الذين تحت يده يتحملون خدمته رغم كل ما فيه من غطرسة وكبر ، ولكن جاءت لحظة سقوط الطاغية عندما التحما معًا وأسفرا عن وجههم القبيح ، وهنا أفاق الجميع ، حتى النساء الضعيفات ، ليتضح فى النهاية أن الطاغية لم يكن سوى قطعة لزجة قذرة تنتهى تحت قدم امرأة ..
وفى النهاية تنتهى القصة بالفكرة التى يتبناها الكاتب وهى العودة للوطن واتحاد الضعفاء فى مواجهة الطاغية ، وإن كانت الإشارة فى الكادر الأخير أن عوامل الطغيان وخطره يظل موجودًا ، حيث ينتهى بذلك الطاغية العقلى ، تلك الكتلة اللزجة التى تلوح فى آخر كادر فوق البطل .. هوم