الجمعة، 7 سبتمبر 2012

ناديا نشأت

إعداد د. محمد الجندي:



بقلم: طارق71


السيدة نادية نشأت رائدة فن الكوميكس في العالم العربي

الحقيقة انا اول مرة قرأت اسمها كان على بعض أعداد مجلات سوبرمان القديمة في الستينيات، ومن حوالي 5 سنوات استطعت الحصول على أعداد ميكي وسمير قديمة من سور الأزبكية ووجدت اسمها أيضا كرئيسة تحرير  لكل من مجلتي سمير وميكي، وأخيرا قرأت عنها موضوعًا  في مجلة ميكي الجديدة إصدار نهضة مصر ، وكذا على لسان الكاتب الكبير / محمود سالم مؤلف الألغاز ، ورأيت ان انقل بعض المعلومات الهامة عن هذه الشخصية الرائدة.

ناديا نشأت المصرية اللبنانية  فهي مصرية وتنتمي من جهة الأم إلى جرجي زيدان اللبناني مؤسس دار الهلال في  مصر في عام 1892 م، وكانت تعمل في دار الهلال مع خاليها إميل وشكري زيدان أصحاب الدار في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ، وقد أقنعتهما بأهمية اصدار مجلة للأطفال ، فصدرت مجلة سمير في عام 1956 ، والتي بدأت من العدد الثالث في نشر شخصيات ديزني مما أسفر عن صدور مجلة مستقلة لميكي في يناير عام 1959 ، وكان قد سبقها بعض الأعداد التجريبية في عام 1958م ، ورأست ناديا تحرير المجلتين معا (سمير وميكي)، وساهمت في تقديم  شخصيات الكوميكس المصرية مثل سمير وتهته وعصام وباسل، اما في مجلة ميكي فقد قدمت شخصيات زورو وشخصيات ديزني الشهيرة وأعطتها أسماءها المعربة التي اشتهرت بها مثل بطوط وتعلوب وبندق.

تم تأميم الصحافة المصرية في عام 1961 وبالتالي انتقلت ملكية المؤسسة للحكومة المصرية واستمرت نادية بالرغم من هذا رئيسة للتحرير بضعة سنوات ثم اضطرت للهجرة إلى بيروت لتستكمل احلامها في تعريب ونشر الكوميكس الغربي ، وساهمت في إصدار مجلة سوبرمان في بيروت عام 1964 وترأست تحريرها واصدرت الطبعات العربية الأولى من باتمان وطرزان وبونانزا وفلاش ولولو الصغيرة .

عادت ناديا نشأت إلى القاهرة في عام 1968 وعملت في دار المعارف واستمرت في إبداعاتها ، حيث ساهمت في إدخال كتب الكوميكس الفرنسي إلى السوق المصري والعربي لأول مرة ، مثل كتب تان تان والتي سبق وان قدمتها في سمير تحت اسم تم تم ، كما قدمت كتب لاكي لوك ، واستريكس ، وغيرها من كتب دار المعارف .

ساهمت ناديا نشأت أيضا في صدور الألغاز مثل المغامرين الخمسة والشياطين ال13 بالاشتراك مع الكاتب محمود سالم ، إلى الآن يكتب اسمها على إصدارات الشياطين ال13

في عام 1965 كانت  علاقتها الطيبة مع والت ديزني وراء انضمام الفنان المصري نور الدين زنجاني إلى مجلات ميكي في أمريكا ، والذي عرف اسمه في ديزني بالاسم "نوردن زنجاني"
(على فكرة كانت توجد مغامرات مصرية لميكي  في الفترة الأولى من المجلة في الستينات وحتى أوائل السبعينات).

توفيت ناديا في لندن عام 2002
==================================

بقلم الصديق م. هيثم حمد الله:


تحية طيبة و بعد ...تعتبر السيدة ناديا نشأت عرّابة أدب الاطفال و اليافعين و لها الفضل بعد الله في تجمعنا اليوم كهواة للكوميكس في العالم العربي و على يدها و بجهودها تعرفنا على المدارس الاوروبية و الامريكية للكوميكس و من اليوم و لاحقا بإذن الله سأستعرض معكم ومضات من تاريخ هذه المرأة العبقرية :
1- تان تان : هذه الشخصية الرائعة التي اطلت علينا بداية من مجلة سمير و تحديداً على غلاف العدد 278 الصادر عام 1961 كانت حينها السيدة ناديا و التي هي حفيدة جورجي زيدان مؤسس دار الهلال مديرة تحريرية لمجلة سمير و صدف أن اجتمعت مع المؤلف محمود سالم و طلبت من الدكتور وليم الميري ترجمة قصص تان تان للمؤلف هيرجيه فلبى الأخير الطلب و قام بتعريب الشخصية الى تم تم و عمل المؤلف محمود سالم على تدقيق الترجمة و ضبطها و مصرنتها "كما يقال " و منها انطلقت هذه الشخصية للعديد من دور النشر العربية ...

2- المطبوعات المصورة : بعد استصدار قوانين تأميم الصحف "ومنها الهلال" في الستينات غادرت السيدة نشأت مصر الى لبنان و من هناك بعدما كانت هي عرّابة اتفاق دار الهلال مع سوبرمان ...سحبت هذه السيدة الذكية حقوق المجلة الشخصية معها الى بيروت و كذا سحبت معها العديد من الكتاب و منهم السيدة "ليلى شقال " التي ساهمت فيما بعد مع غيرها بكتابة حلقات مسلسل "افتح يا سمسم " ...كذلك اتى معها "بشارة تقلا " احد أحفاد بشارة تقلا الذي هو أحد مؤسسي "جريدة الأهرام " المصرية و هناك أي في بيروت التقت مع الاخوين " غسان ووليد تويني" أبناء "جبران تويني " مؤسس جريدة النهار اللبنانية و بهذه التشكيلة الاحترافية من احفاد و ابناء مؤسسي كبرى الصحف المصرية و اللبنانية تم تأسيس المطبوعات المصورة على اسس متينة و خبرات عالية و استعان آل تويني بالمترجم و الشاعر العبقري " أنسي الحاج " من جريدة النهار ليقوم بترجمة المادة الاجنبية , ومع لفيف ضخم من عباقرة الصحافة اللبنانية آنذاك ولدت مجلة سوبرمان وولدت معها "المطبوعات المصورة " المطبوعة الخالدة في قلوب و أذهان الشبيبة العرب من الستينات حتى توقفها في اواسط التسعينات ...
الى ملتقى ثان مع مأثرة أخرى للعبقرية ناديا نشأت أترككم برعاية الله و دمتم بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق