الجمعة، 13 يناير 2017

أعمدة مدارس الباند ديسنيه الأربعة

بقلم المهندس الصديق محمد هيثم حمد الله:

السلام عليكم و رحمة الله

أعمدة مدارس الباند ديسنيه الأربعة
أحبابنا من المعلوم للجميع أن مدارس القصة المصورة كثيرة لا يمكن حصرها لكن أشهرها و أكثرها انتشاراً ثلاثة هي ( الكوميكس و الباند ديسنيه و المانجا ) بالنسبة لتقسيمات تلك المدارس فهي متشابهة غالباً و لكن يغلب قالب الأبطال الجبابرة على الكوميكس الأمريكية بخلاف الدراما التي تتمتع بها المانجا و الواقعية الصرفة في الباند ديسنيه و هذه الأخيرة لم تكن مدرسة واحدة بل عدة مدارس اشتهر منها على عقود طويلة مدرستان :

المدرسة الأولى : " مدرسة مارسينيل" تعتبر ضاحية مارسينيل من إقليم (واللون) البلجيكي مهد المجلات الأوروبية المصورة و تمثلها مجلة (سبيرو-1938) و هي من المجلات الأطول عمراً في أوروبا و الحية إلى الآن, تأسست هذه المجلة على يد الناشر (جان دوبوي- Jean Dupuis 1875-1952)
و يعتبر يوم 21 (إبريل/نيسان) 1938 الانطلاق الحقيقي للعدد الأول لهذه المجلة ... لكن سبقه في يوم 14 (نيسان/أبريل) صدور العدد صفر من هذه المجلة التي وزع منها 200000 عدد مجاني على أهالي إقليم واللون ...

المدرسة الثانية :" مدرسة بروكسل" على خُطا (مارسينيل) سارت مدينة بروكسل البلجيكية ففي 26 (إيلول/ سبتمبر) عام 1946 أسس الناشر (ريمون لوبلان-Raymond Leblanc 1915 -2008) شركة (لومبار- Le Lombard)
و التي مثلتها في سوق المجلات حينها المجلة الأشهر تان تان والتي اعتبرت المنافس الأقوى لكل المجلات الأوروبية حتى وفاتها للأسف في العام 1993...
لابد من وجود ركائز لكل من المدرستين تقوم عليها تلك المجلات و تلك الركائز كانت سبباً لبقائها و استمراريتها (سبيرو) أو ربما انهيارها (تان تان ) مثلاً...

أعمدة و ركائز مارسينيل الأربعة :

1- جوزيف جيلين أو اختصاراً (جيجه- Jijé) (1914-1980) الرسام البلجيكي المعروف بسلاسل (جيري سبرينج ) و (فالاردي ) و غيرهم الكثير ...
2- موريس دي بيفير و اختصاراً(موريس- Morris 1923-2001) الرسام و المؤلف البلجيكي صاحب السلسلة الأشهر (لاكي لوك)...
3- ويلي مالتيت أو اختصاراً (ويل- Will 1927-2000) المبدع و الرسام البلجيكي المشهور بشخصية الثنائي (تيف و توندو )...
4- أندريه فرانكين و اختصاراً (Franquin-فرانكين) (1924-1997 ) الرسام البلجيكي الشهير بشخصياته ( غاستون و مارسوبيلامي والثنائي سبيرو و فانتازيو )...

أعمدة و ركائز مدرسة بروكسل :
1- جورج بروسبير ريمي و المعروف اختصاراً (Hergé-هيرجيه) (1907-1983) صاحب الشخصية الأشهر على طول الزمان تان تان ...
2- إدجارد فيليكس بيير جاكوب (جاكوب- Jacobs) (1904-1987) ابن بروكسل و رسامها و مؤلفها الأشهر مبدع شخصيتي (بلاك و مورتيمر )...
3- جاك مارتان (Jacques Martin)(1921-2010) الرسام و المؤلف الفرنسي آخر الرباعي رحيلاً و صاحب السلاسل الضخمة ( أليكس و ليفران و غيرها ) ...
4- هناك خلاف على الركيزة الرابعة و لكن معظم مؤرخي القصة المصورة أجمعوا على أن الرابط بين العمالقة الثلاث أعلاه كان روبرت فرانس ماري دي مور و المعروف بـ(بوب دي مور- Bob de Moor) (1925-1992) الرسام و المؤلف البلجيكي ومدير استوديو هيرجيه و صاحب شخصية باريللي و غيرها ...

طبعا هذا لا ينفي وجود عباقرة غيرهم في كلا المدرستين فسبيرو ضمت أساتذة مثل (Tome & Janry و Didier Conradو Bernard Hislaire و روبا و الشهير راؤول كوفين و بول ديليج و غيرهم الكثير ...

أما بالنسبة لتان تان فقد ضمت نخبة ضخمة من المؤلفين و الرسامين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (بول كوفيليه و جرينهال و حقبة الخمسينات ضمت تيبيه و ماشرو و جراتون و أوديرزو و جوسيني و في الستينات كان غريغ و أزارا و داني و دوبا و فانس و هيرمان و في السبعينات ديريب و فرانز و كوسي و غيرهم الكثير عبر السنوات حتى توقفها عن النشر )

طبعا كان هناك اختلافات كثيرة بين مدرسة مارسينيل الأقرب للطفولية و مدرسة بروكسل صاحبة الخط الحر ...
واحدة من أشهر الاختلافات في البداية كان بالونات الحوار فبالونات سبيرو كانت تلك البيضوية المعروفة...
بخلاف تان تان التي كانت مستطيلة ...و ربما سنستعرض في مقال لاحق بإذن الله أبرز الاختلافات ...
و قدمُثلت هاتين المدرستين معاً في العديد من المجلات العربية منها سمير و بساط الريح و غيرهم...



وأخيراً آمل أن لا أكون قد أطلت عليكم لا تحرمونا من مداخلاتكم الطيبة

هناك 11 تعليقًا:

  1. سرد رائع و مفصل لتاريخ اكبر مجلتي كوميكس في اوروبا
    لكن خطر ببالي مجلة بايلوت على أي مدرسة تحسب هذة المجلة هل كانت خليط من المدرستين ام لها خط مستقل؟

    ردحذف
    الردود
    1. بيلوت و بيف أقرب لسبيرو.

      حذف
  2. شكراً علي المجهود.. لكن كلمة مدرسة غير صحيحة هنا و الاصح هو الاتجاه الفني الذي
    يحدد سمات بعض الرسامين الذين مشوا في هذا الاتجاه. مثلاً اتجاه مارسينيل يتميز بالاهتمام بالتعبير الصوتي في الرسم كتابة صوت الصراخ او فرملة السيارة.. مع اعتماد تحليل جسد الشخصيات علي النسب التشريحية...
    اما كلمة الباند ديسينيه هي الاسم الفرنسي فقط للقصص المرسومة ولا تمثل لا مدرسة ولا اتجاه فني..
    القصص المرسومة الامريكية هي فقط التي تعتمد قصص الابطال الخارقين لاسباب مادية ربحية تجارية مما تسبب في تغييب العقل عند الفتيان الاميركيين مما كان سبباً رئيسياً لاصدار قانون الرقابة على المطبوعات فى مطلع الخمسينيات. بسبب باتمان الذي يشارك الفتي روبن نفس السرير!!!
    وقد افاق الامريكيون فى التسعينيات و نشات دور نشر تعتمد القصص المرسومة البعيدة عن الابطال الخارقين...
    و شكراً مرة أخرى على مجهوداتك

    كلمة "مدرسة " تعبير ضخم جدا هنا.. و لم يستخدم بدلالته العلمية الصحيحة منذ توقف مدرسة "اثينا "الي اليوم.. المدرسة هي للخصائص "الفكرية "التي يعتنقها مجموعة من الافراد واذا ابتكر اي فرد منهم اسلوبا ما.. عندها يسمي اتجاه.. مختلف لنفس الاطار الفكري... شيوع هذه الاخطاء شيء محزن جدا..

    ردحذف
    الردود
    1. هذا صحيح المصطلحات القديمة تم تحريفها و تحييدها عن فحواها و مرادها فالمدارس هي التي تضبط الأفكار و توجهها نحو فهم معين و لكنها للأسف اليوم باتت مدارسنا لتدمير المواهب و سحق الافكار ... و أمست المصطلحات مرادفة للأهواءبعيدة عن مرادها ...

      حذف
    2. المجلات مثل سمير و بساط الريح هذه مسوخ لمجلات حقيقية مثل سبيرو و جورنال تان تان.. لانه ببساطة هي وليدة انظمة ذات ايدلوجيات سوفييتيه تعتمد على ان الدولة هي المسئول الاول و الاخير علي الثقافة فكان لابد لكل مؤسسة صحفية ان يكون لها مجلة للاطفال فأصبحت لدينا هذه المسوخ للاسف الشديد و التي تكمل وجه المؤسسة الصحفية لا اكثر ولا اقل....

      حذف
  3. هذا صحيح بالنسبة لسمير ...أما بالنسبة لبساط الريح فلا تمثل أنظمة و لا مؤسسات حكومية و لكن رداءة الانتاج كانت ترجع للعائد المادي و الذي للأسف سببه النظام التربوي الذي نشانا عليه حيث كان معظم الاباء يؤمنون بتفاهة القصة المصورة مما جعل جمهور القصة المصورة اللبنانية أولا و العربية ثانيا قليلا ...و نتيجة لهذا شح التسويق و تردى المنشور ...

    ردحذف
  4. Tarek Farouk Elkeden7 مايو 2019 في 10:03 م

    هذا حكم قاسي جدا على مجلة سمير لانها ظهرت في عام ٥٦ قبل تطبيق الأيديولوجية الاشتراكية في مصر وكانت جزء من مشروع ثقافي تجاري لدار الهلال التي كانت مؤسسة مملوكة لافراد وقتها وليس للدولة ولم يكن الهدف وقت إنشاءها الدعاية للنظام وبالرغم من ازدياد النزعة القومية في المجلة بعد تأميم المؤسسة في ١٩٦١ الا ان المجلة استمرت في الترجمة وتعريفنا بالعديد من ابطال الكوميكس من جميع المدارس

    ردحذف
  5. السلام عليكم الاخ الكريم هيثم و شكرا لك على هذا المجهود و هذا العرض الشيق الجميل
    فى الواقع ان البانديسينيه هو عالم واسع ممتد نهاية له و الحديث عنه ذو شجون و ممتد و متشعب

    اشكرك على هذا الطرح على المدرستين الاكثر عراقة و تأثيرا بتاريخ البانديسينيه و على الرغم من توقف مجلة تان تان نهائيا منذ زمن بعيد فأن سلاسلها و شخصياتها ما زالت تنبض بالحياة على مستوى الاستمرارية و المبيعات

    ربما كانت سلاسل تان تان الاقرب الى الواقعية اقوى من المجلة نفسها فتحولت دار النشر لومبارد الى اصدار الالبومات و توقفت المجلة
    اما سبيرو فأحتفظت بروحها المميزة و البسيطة و الجذابة التى تجذب مختلف الاذواق و الاعمار و ربما هذا التنوع هو ما ساعدها على البقاء الى يومنا هذا رغم تقلبات السوق و الاذواق و هو دليل على الادارة الحكيمة الذكية للمجلة

    ردحذف
  6. شكرا لك أخي الكريم Achraf Abd Elazim على ردك و لكنني لا أرى خلافا بين الاتجاه الفني الذي هو بذاته مدرسة ,فلا وجود لأي اتجاه فني دون مدرسة تحدد أطره ,و مجرد أن تفتح كتب تأريخ القصة المصورة تجد هذا المصطلح L' ÉCOLE الذي لا يمكن ترجمته إلا مدرسة التي تقوم بتدريس مناهج معينة ...
    طبعا نعلم جيداً أن البانديسنيه هي نفسها الكوميكس و هي المانجا بكل تأكيد و لكنها مصطلحات عند هواة القصة المصورة لتحديد أصل القصة , و اسمح لي بتصحيح معلوماتك قصص الابطال الجبابرة موجودة في القصة المصورة الأوروبية و لكنها لم تنجح كما هو الحال في القصة المصورة الأمريكية التي حصرتها حضرتك بنوم الوطواط (باتمان) مع فتاه في السرير و لا يصح اختزال تاريخ ابتدأ في الاربعينات و مازال مستمرا حتى اليوم بهذه العبارة ...
    و لعلمك أستاذنا تعديل قانون المطبوعات المصورة في الخمسينات لم يكن يخص الأبطال الجبابرة تحديدا بل كان يخص القصص المرعبة بشكل عام التي كانت تعتمدها EC و التي جعلت من الاطفال معقدين نفسيا و مسوخ فأحرق الاهالي كتب الكوميكس بينما كانت تلك الفترة هي الـ Golden age لللأبطال الجبابرة و غيرهم و التي سوقهم رائجة بل و تزداد في الولايات المتحدة بل وصلت عدوى الفن التاسع إلى الفن السابع الذي باتت أفلامه الناجحة تسويقيا هي التي تخص باتمان مغ فتاه و زملائه و مكنتهم من غزو دور السينما من اليابان حتى أمريكا ...
    تصحيح آخر القصة المصورة الامريكية التي لا تعتمد نهج الابطال الجبابرة لم تنشا في التسعينات كما تفضلت حضرتك بل هي سبقت عصر قصص الابطال الجبابرة و أنا منذ أكثر من سنة أصدر مجلة تعتمد نشر القصة المصورة الأمريكية في العصر الذهبي التي لا تعتمد بشكل كلي على العضلات ...مثل الابطال البوليسيين "ريب كيربي " أو الخيال العلمي" باك روجرز و فلاش غوردون " و يمكنك الاطلاع عليها في موقع عرب كوميكس ...
    أما الكلام عن الخلاف بين القصة المصورة الأوروبية و الامريكية و أن القصة المصورة الاوروبية لا تمثل مدرسة و لا اتجاه فني فهذا كلام جلل و فهم منقوص "اسمح لي حضرتك " لهذا الفن الذي تم تأطيره كفن و هذا بحد ذاته يحتاج لرد مطول لا يمكن اختزاله ببضعة سطور و لأنه بصراحة أسقط في يدي بعدما قرأت ردك ...لذا قررت إن أعانني الله أن اجهز مشاركة تضم بين جنباتها رداً على هذه الفكرة المغلوطة أستاذنا ...دمت بخير

    ردحذف
  7. سرّني جدا هذه التقسيم والتعريف المميز بهاتين المجلتين من مدرسة البند ديسينيه، وزاد من سروري هذه الرسومات التي جاءت وكأنها رُسمت لهذا المقال، خاصة الرباعي من كل الكادرين، جزيل الشكر لك مهندسنا العزيز هيثم بك، وتمت الأرشفة.

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله بك أخي حمزة ...ستبقى مدونتك أرشيف ضخم لمحبي هذه الهواية الراىعة

      حذف