السبت، 12 ديسمبر 2015

سمر...العدد الأول مع سرد تاريخي مبسط للفوتورومان Photoroman

بقلم الأخ م. هيثم حمد الله العزيز:

سرد تاريخي مبسط للرواية المصورة
في منتصف الستينات كتبت المجلة الإيطالية "SONGO" في افتتاحية أحد أعدادها مقالاً بعنوان "الرواية المصورة مفيدة ومشروع جيد للإسترخاء " و الرواية المصورة "Fotoromans" هي مزج الأفلام مع القصة المصورة (الكوميكس) و قد راجت في أواسط الستينات في إيطاليا تحديداً في فترة تسارع النمو الإقتصادي الأوروبي و ضغوط العمل الطويل لذا اعتبرها الجمهور العام وسيلة للاسترخاء من بعد يوم طويل من العمل ...
وبقيت جزءاً كبيراً من تسليتهم لفترة طويلة جدا لبساطة تكاليفها , و كرد فعل على انتشار ثقافة الرعب آنذاك وعلى رأس الداعمين لفكرتها البرفيسور الأمريكي " فريدريك ويرثام" ففي عام 1954 هاجم قصص​​الرعب المصورة التي كانت تنشرها "EC" الأمريكية  التي كانت في رأيه "لإغراء البسطاء"... لكن المشكلة في تلك الحقبة من الزمن لم يكن مقبولاً في المجتمع للنساء أن تقرأ أمام العامة قصص أبطالها وبطلاتها الرومانسيين. و كان أن سارعت دور النشر لتغييرهذه المفاهيم وخصوصاً أنها تزامنت مع النهضة القوية للقصة المصورة في أوروبة (الكوميكس) و انتشار واسع للشخصيات الكوميكسية الإيطالية مثل " ديابوليك و تكس و أكيم ولوسيفار "و لكنها في الغالب شخصيات تلقى رواجاً في المجتمع الذكوري ....

لذلك لاقت هذه القصص رواجاً بين فئة النساء و كان أن صار للمراة رواياتها الرومانسية بدلا من الكوميكس ، وقد نشرت أول رواية مصورة في ايطاليا يوم 8 مايو 1947 وكانت تسمى "ايل ميو سونجو" أو"حلمي". والرواية الأولى كانت مقتبسة من فيلم .
ونظرا لنجاح الرواية الصورة أصبحت تنشر بسرعة كسلسلة أسبوعية مع بعض التعديلات على الأفلام الناجحة مثل "سيسي" مع رومي شنايدر والسيناريوهات في وقت لاحق صارت تكتب خصيصا. وحدثت طفرة كبيرة في هذا النوع من الرواية المصورة في الستينات مع ظهور الناشر "لانسيو"...


تأسست لانسيو  في عام 1936 في روما كشركة دعاية لكن شهرتها بدأت في عام 1960 عندما قررت أيضاً نشر الرواية المصورة  .
 و كانت تنتقي قصصها بطريقة ديناميكية، وبإعتبارها تعتمد الرومانسية فخيارتها تقع على الرجال والنساء شديدي الجمال  من الممثلين والممثلات و مواضيع قصصهم كانت حديثة جدا.  لذا لاقت نجاحا كبيراً لم يتوقف . و نظرا لنجاح منشوراتها مع أسماء مثل (شارم، مارينا، ليتزيا ) سرعان ما وصلت إلى باريس و نيويورك و أغلب انحاء العالم و منها لبنان , ولم تبقى في روما.





أعلى مبيعات الرواية المصورة كان في عام 1976 حيث باعت دورالنشر في إيطاليا أكثر من 8 ملايين نسخة في الشهر وحدها لانسيو باعت أكثر من 5ملايين نسخة . وثمة جانب آخر لنجاح الرواية المصورة فحقيقة كانت أرضا خصبة للممثلين والممثلات الجدد، و في كثير من الأحيان كانت على وشك تحطيم مبيعات الفيلم نفسه. وهناك الكثير من مشاهير الفنانين والفنانات الذين قد سعوا إلى الرواية المصورة في إيطاليا مثل صوفيا لورين وجينا لولو بريجيدا وفي وقت لاحق أورنيلا موتي و فرانكو غاسباري و لورا أنتونيلي، لوك ميريندا، كيرك موريس، إيفان راسيموف . .. وغيرهم الكثير من الذين حبوا خطواتهم الأولى في على مسرح الرواية المصورة.


اليوم الرواية المصورة لا تزال على قيد الحياة في إيطاليا وحول العالم و خصوصا في البلدان اللاتينية. هناك الآن عدد قليل من الناشرين وهم يكافحون للحفاظ على طباعة نسخ تحقق ولو ربح يسير وذلك بفضل متابعيهم المخلصين، ولا سيما النساء، والمنشورات لا تزال تباع بشكل ثابت ولكن ليس كتلك الأرقام من الــــــ 70.



و بالحديث عن السبعينات وهي مرحلة دخول هذا الفن لعالمنا العربي و ذلك عن طريق سويسرا العرب عاصمة الثقافة العربية "بيروت" فقبل الحرب الأهلية اللبنانية بعامين، لاحت فكرة في الأفق للكاتب سعيد فريحة؛ مجلة تقوم مادتها الأساسية على الصور، تقدم معلومات متنوعة بين السياسة والفن والاجتماع، غير أنها حاولت التفوق على مطبوعات زمانها بقصة مصورة، مكونة من صور حقيقية مع تعليقات مُترجمة للعربية، لممثلين إيطاليين، فيما سبق و أطلقنا عليه اسم الرواية المصورة  "الفوتورومان".


"مجلة الفرح والشباب الدائم"؛ هكذا كُتب على الغلاف الأخير لمجلة "سمر"، روّج لها مؤسسوها بكلمات "لقد حققت سمر بولادتها قفزة نوعية في الصحافة استعصى على الكثيرين تقليدها، سمر مجلتان في مجلة، بالإضافة للقصة المصورة تحفل سمر بالأبواب الثابتة والمواضيع المتنوعة التي تُعنى بمختلف نواحي الحياة الأسرية والفردية".


و على نفس المنوال وفي العام 1972 ظهرت مجلة نافست سمر و هي ريما تصدر عن شركة ريما برس لصاحبتها جوزفين بايكر و نشرت هذه الدار ثلاثة مطبوعات ( ريما - ريما كولور - فوتو ريما )


ورغم بشاعة الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من 1975وحتى 1990، إلا أن "تلك المجلات" استمرت في التوزيع أثناء الحرب، دون أن تحيد عن هدفها الأساسي في تسلية المواطن.
غلاف العدد الأول من سمر الصادر عام 1972 ...


.

هناك 9 تعليقات:

  1. نشكركم على هده البصمة الجميلة من داك الزمان الجميل

    ردحذف
  2. على الرحب والسعة ومرحبا بك

    ردحذف
  3. اشكرك على هذه المعلومات..وان كانت لديك اعداد منها حاول أن تنشرها...لأنها مفقودة في العراق

    ردحذف
    الردود
    1. مرحبا بك أخي الكريم، الشكر للصديق هيثم كاتب المقال، العديد منها متوفر في موقع عرب كوميكس حسب علمي، أشكرك لكلماتك المشجعة، أتمنى أن يروق لك الأرشيف، تحياتي

      حذف
  4. انا كان عمري 15 عام و لم انسى تلك المجلات

    ردحذف
    الردود
    1. ما شاء الله، أهلا ومرحبا

      حذف
    2. اجمل اياااام ياربى ع الحنين

      حذف
  5. كيف فينا نحصل على اعداد نقراها عبر اي موقع

    ردحذف