السبت، 27 أكتوبر 2018

بهاء الدين بخاري

قيل
جاء في موقع (المركز الفلسطيني للإعلام)

توفي مساء الخميس 29 أكتوبر2015، فنان الكاريكاتير والفنان التشكيلي الفلسطيني بهاء الدين البخاري عن عمر يناهز 71 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث كان علماً بارزًا من أعلام الإبداع الفلسطيني في رسم فن الكاريكاتير.
ويعتبر الفنان البخاري أحد أبرز أعمدة الفن التشكيلي والكاريكاتيري الفلسطيني، بدأ انطلاقته في الكويت حيث كان من أبرز الشخصيات التي استخدمها في رسوماته، أبو عرب، وأبو العبد.

المولد والنشأة

في العام 1944 ولد البخاري بمدينة القدس المحتلة، إلا أن سعي والده للبحث عن عمل بعدما فقد عمله كمهندس في الجزء الغربي من القدس عقب احتلالها بالعام 1948 دفعة لمرافقته في رحلة البحث عن لقمة العيش، فانتقل إلى دمشق، وهو ما جعله الاحتلال ذريعة ليفقد حقه في الإقامة بالقدس مجدداً تحت ذريعة أنه لم يخضع لأي إحصاء، وبالرغم أن الزاوية البخارية العتيقة والعريقة لا تزال تنطق باسمه واسم والده وأجداده حتى اليوم.
عمل البخاري في الصحافة الكويتية كرسام للكاريكاتير ما بين أعوام 1964-1988، وصحيفة القدس الفلسطينية ما بين 1994 – 1999، وجريدة الأيام الفلسطينية منذ عام 1999 وما زال حتى رحيله.

انطلاقة الإبداع

كان الراحل البخاري من رموز الثقافة الوطنية، إذ كانت مساحة فعله الثقافي هي قضية الشعب الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية ووعيها التحرري، حيث شغلت أعماله الفنية التشكيلية هذا الهم الوطني والنضالي، وهو ما ميز رسوماته كمحترف منذ ما يزيد على نصف قرن في عدة صحف عربية وعالمية.
نشر البخاري أول رسم له أشبه بالكاريكاتيري، في العام 1962، وكان يقترب من سن السادسة عشرة، وبالتحديد في جريدة "الأيام" الدمشقية، وقال في حديث سابق له: "منها انطلقت، وكانت مادة صادمة في حينها، حيث رسمت القصة الصحافية، وكانت عن العمل الفدائي الفلسطيني .. ما زلت أحتفظ بنسخة أصيلة عن ذلك العدد الذي بات نادراً لجريدة لا تصدر منذ عقود".

بصمة الشخصيات

عرف البخاري بتقديمه رسوماته من خلال شخصيات؛ عُرف شخصية "أبو العبد"، حيث قدم من خلالها آلاف الرسوم التي تراوحت ما بين السياسية، والاجتماعية، وتلك المواكبة للحدث المحلي والعربي والعالمي، وأخرى تمجد بعض الرموز والشخصيات الفلسطينية والدولية التي تركت أثرها، فيما لم يكن حضور "أم العبد" والأولاد هامشياً، فقد كان لهم بصمات واضحة في الكثير من رسومات البخاري.
وولدت شخصية أبو العبد، "بطل" كاريكاتيرات بهاء البخاري في تونس، واكتمل نموه كما هو عليه الآن، وفق ما قال في فلسطين، عقب عودته إليها في أعقاب اتفاق أوسلو الذي وقع ما بين منظمة التحرير والاحتلال عام 1993.
وعن شخصية أبو العبد التي عاشت معه إلى يوم وفاته روى البخاري قائلاً: "هي شخصية حقيقية كان وراءها صديق يدعى زهير شبل، كان يعمل في شركة الملاحة الكويتية وصحفي يكتب في صحيفة الكويت تايمز وكان يوقع تحت اسم تيرما فيرما فقد كان يحب الرمزيات. من حيث شكله فهو لا يشبه الكاريكاتير، لكن من حيث الروح فقد كان إنساناً جميلًا بعاطفته واندفاعه الوطني، حتى أنني حين أقابله أشعر بأنني في حضرة فلسطين بمعنى الكلمة، هو على قدر عال من التهذيب والثقافة والحضور والمعاصرة، وفي الوقت نفسه هو فلاح ابن فلاح في لهجته وتصرفاته، هذا التناقض في الشخصية هو الذي صنع شخصية أبو العبد الكاريكاتيرية".

من أعماله:
شخصية السادات



عن ولادة أولى الشخصيات الكاريكاتيرية لديه تحدث بهاء الدين البخاري في حديث سابق لصحيفة القبس الكويتية قائلاً: "كنت أتناول شخصية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فأحداث أكتوبر ومن ثم السير باتجاه كامب ديفيد جعلت السادات كاريكاتيري اليومي، مما أثار حفيظة المسؤولين المصريين، وتعرضت لانتقادات وشكاوى من السفارة المصرية في الكويت آنذاك، إلى درجة أنه طلب من السلطات الكويتية ترحيلي، لكن زيارة السادات إلى "إسرائيل" حالت دون ذلك وتوقفت التهديدات ضدي".
وطور البخاري من شخصية السادات الكاريكاتيرية لكن بقيت تشبه السادات، وشيئاً فشيئاً وصل اختزاله للشخصية بإضافة الشنب والأنف الكبير والحطة والعقال إلى أن استقلت الشخصية ولم يعد لها صلة بالسادات، وأطلق عليها اسم "أبو عرب".
وأوضح عن هذا التحول بالقول: "أصبحت تلك الشخصية ترمز إلى الأنظمة العربية، وبالنظر إلى الواقع نكتشف أن هناك أكثر من سادات في الأمة العربية وأكثر من أبو عرب واحد. صرت من باب الطرافة أجعل أبو عرب يمثل أقصى اليمين أو أقصى اليسار، لكن الشكل يبقى واحداً، مع اختلاف التفاصيل مثل تغيير لون ربطة العنق من الأحمر إلى الأخضر، وهكذا أخذت الشخصية شكلاً طريفاً رغم جدية المواضيع المطروحة".

ظاهرة فنية

ويعتبر البخاري، ظاهرة فنية متفردة في مساحة الفعل الثقافي العربي والذاكرة الفلسطينية، فقد شغلت لوحاته الفنية التشكيلية والكاريكاتيرية، حيزاً واسعاً من التفاعل الحسي والوجداني مع يوميات الشعب الفلسطيني، فيما لم يغفل في رسوماته القضايا العربية والإنسانية.
ويلتقط البخاري – في حديثٍ سابقٍ له - فكرة الكاريكاتير من المجتمع القريب وصولاً إلى المجتمع الدولي من خلال متابعته اليومية للأحداث بعيون الصحافة والشارع الفلسطيني، ويبدأ عمله بعد منتصف الليل ومرسمه هو جزء من بيته.. أما أحلامه فهي أن يجسد شخصية كاريكاتورية تعبر عن الطفل الفلسطيني الذي يرى أنه أكثر من ظلم، وهو يمثل في رأيه فلسطين المستقبل.

شاهد بعضا من أعمال الفنان الراحل




هناك 4 تعليقات:

  1. ومن أعماله أيضاً قصة "شادي" التي نشرتها مجلة "سعد" الكويتية في السبعينات:
    http://www.arabcomics.net/phpbb3/viewtopic.php?f=32&t=90310&hilit=%D8%B4%D8%A7%D8%AF%D9%8A

    ردحذف
    الردود
    1. فخاااااااااااااااااامة
      بارك الله فيك يا صديقي

      حذف
  2. عمل أخر له: http://www.arabcomics.net/phpbb3/viewtopic.php?f=32&t=107758&p=754052#p754052

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا غالينا، وتم إضافة القصة في الأرشيف العربي
      تحياتي

      حذف