الجمعة، 6 يناير 2012

جان كلود فورنييه Jean-Claude Fournier

الانكليزية


رسام كوميكس فرنسي
من مواليد عام 1943

من أعماله:
.


بقلم الفنان: ضياء أنور

مجلة سبيرو : الأزمة والمرحلة الانتقالية ..

وانتقلت مهمة رسم قصص (سبيرو وفانتازيو) إلى الفنان (فورنييه) ..



وهو فنان فرنسى ، من مواليد باريس عام 1943 ، وسنلاحظ أن أغلب الفنانين الذين سنتحدث عنهم

فى هذه الفترة من مواليد الأربعينيات فما فوقها ، فهذا جيل جديد ، يعتبر(فرانكين) ورفاقه بالنسبة لهم هم الرواد والمعلمين ..
وقد لقى (فورنييه) التشجيع من (فرانكين) ليرسم وينشر بعض القصص فى (سبيرو) ، وسرعان ما تم تكليفه رسمياً فى عام 1968 أن يتحمل مسئولية سلسلة (سبيرو وفانتازيو) خلفاً لـ (فرانكين) ..
ويعتبر اختياراً موفقاً بالنسبة لمقاييس هذه الفترة ، فهو كان أفضل من يصلح لهذه المهمة فى هذا الوقت ، ولكنه بالتأكيد كان فى موقف صعب ، مثله مثل أى أحد كان سيوضع هذا الموضع ، لأنه بالتأكيد سيتم مقارنته على الفور بـ (فرانكين) ..
ولكنه قام بالمهمة بشكل جيد فى حدود إمكانياته ورسم عشرة ألبومات من مغامرات (سبيرو وفانتازيو) حتى عام 1978 ..


وكان (فورنييه) من اصول بريطانية ، وكان هذا يظهر فى قصصه أحياناً من خلال بعض العناصر الإنجليزية ، مثلما فى قصة (الانكو) ..


وسنلاحظ أن (فورنييه) مثل معظم رسامى هذه الفترة، نجدهم رسامين محترفين ، عملهم دقيق ، يعرفون قواعد اللعبة ، ولكن ليس لأعمالهم نفس جاذبية القديم ، وأعتقد أن سبب هذا أن ذاكرتهم مليئة بصفحات (فرانكين) و (موريس) وغيرهم من الفنانين الذين نشئوا على رسومهم ، وهذا كان يكبح جماح مخيلتهم، فتجد شبح (فرانكين) ورفاقه جاثماً وراء كل صورة يرسمونها ، وعلى النقيض من هذا كان (فرانكين) و (موريس) وكل هذا الجيل يؤسسون تقريباً قواعد هذا الفن الذى كان يكاد يكون جديداً فى أوروبا ،
قيل فكان لخيالهم مطلق العنان ، وكان كل خط يرسمونه يعبر عنهم ، لأنهم ليس لديهم نماذج سابقة ، لذلك تجدهم فى تطور مستمر ، هكذا كان حال هذا الجيل كله ، سواء من رسامى (سبيرو) أو غيرهم ، فـ (هيرجيه) نفسه تجده فى تطور مستمر ، فلا وجه للمقارنة بين (تان تان فى بلاد السوفييت) وبين (البيكاروس) على سبيل المثال ، وهكذا (موريس) ، لا وجه للمقارنة بين (منجم ذهب ديك ديجر) وبين (طريق الأهوال) مثلاً ، وهكذا جميعهم ..

أما جيل (فورنييه) فتجد أنهم بدأوا محترفين ، والتطور فى رسومهم لا يكاد يكون ملحوظاً ، فأول ألبوم لهم لا يفرق كثيراً عن آخر ألبوم، لأنهم نشئوا على مدرسة كوميكس موجودة بالفعل وأصبح لها قواعدها ، والخروج على هذه القواعد وعمل الجديد أصبح من أصعب الصعاب ، ولن تظهر الأساليب الجديدة إلا فى فترة لاحقة ، ومما ساعد على هذا الجمود أنه فى هذه الفترة كانت مجلة (سبيرو) لها قواعدها التى لا تسمح بالخروج عنها كثيراً ، حيث أن (فرانكين) وضع أسس مدرسة تكاد تكون قد أصبحت هى المعتمدة ، ولا مجال للتجارب والشطحات الجامحة مثلما كان يحدث فى مجلة مثل (بيلوت) على سبيل المثال ..
هكذا كان حال هذه الفترة الانتقالية ، ولهذا كان التمرد الوشيك فى الثمانينات وما بعدها هو أمراً متوقعاً ..
ويبدو أن هذا التمرد كان كامناً فى النفوس ،فعندما سمحت الأحوال فى التسعينيات سرعان ما ابتكر (فورنييه) قصصه الكوميدية الغريبة جداً عن (آكلى لحوم البشر) ..



ومع هذا فقد ظهر فى هذه الفترة فنانون لهم ملامح واضحة ، جعلت لقصصهم جاذبية تذكر بالقديم وتميزهم عن رفاقهم من أبناء هذا الجيل ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق