الخميس، 29 نوفمبر 2018

تاريخ مجلة بساط الريح

بقلم المهندس محمد هيثم حمد الله:

حكايا الآباء... ومضات من تاريخ بساط الريح

في يوم 3 كانون الثاني 1962 أبصرت مجلة بساط الريح اللبنانية النور, هذه المجلة التي حاول منشئوها قدر جهدهم الرفع بها إلى مصاف المجلات العالمية بنكهة ولغة عربية أصيلة... ولتقوم بهذا الدور ولقلة الخبرات العربية رسماً اعتمدت المجلة في نهجها هذا على كبرى المجلات الغربية آنذاك ولأن المجلة موجهة للمراهقين بزعمهم "بخلاف سمير من قبل و تان تان فيما بعد" اعتمدت المجلة في استهلالها على كلمة موجهة من مسئول التحرير بتسميته "البابا" لأبنائه القراء وارتبطت الافتتاحية غالباً بقصة رباعية "أربع صفحات" يقدمها مسئول التحرير نفسه فكانت على نمط الحواديت "القصص" التي يقصها علينا البابا مسئول التحرير غالبا... وعلى ما يبدو أن هذه العادة "الحكايا" قد أخذتها بساط الريح عن مجلة سبيرو كعنوان فسبيرو دأبت من العام 1951 على نشر رباعيات أطلقت عليها "histoires de l'oncle Paul " وتم تصحيف العم في الفرنسية الى البابا في النسخة العربية.

ولكن للمفاجأة لم تكن بساط الريح تأخذ مواد هذه القصص من سبيرو بل من مجلة تان تان وبهذا تكون بساط الريح أخذت فكرة الرواية عن سبيرو ومواد الرواية نفسها من تان تان فجمعت بهذا المجد من طرفيه. 

وهكذا ظهر العدد الأول من مجلتنا المحبوبة مستهلاً بكلمة " للبابا رشاد/ رشاد عريس" والذي يبدو وكأنه المسئول التحريري للمجلة على الأقل في الـ"90" عدد الأوائل ...
كان العدد (8) الصادر في شباط 1962 آخر استهلاليات "البابا رشاد" و الذي على ما يبدو اختفى من المجلة تماما إلا من حواديته و حكاياته التي استمرت كما سترون لاحقاً و بدا أن ريدو هو الذي سيقدم العدد (9) من هذه المجلة .
في العدد (16) الصادر في نيسان 1962 و بشكل مفاجىء استهل المجلة المسئول في التحرير آنذاك السيد فؤاد مويساتي و الحكايا مازالت يرويها " البابا رشاد" عن مجلة تان تان الفرنسية .
في العدد (20) الصادر في أيار 1962 كانت الافتتاحية لمحرر "مجهول" و تم الاستعاضة عن القصص الرباعية الواقعية من تان تان بقصص رباعية أيضا و لكن هزلية و من تان تان و تحديداً لشخصية "السيد تريك" الذي نشر هنا و لاول مرة بالعربية و هو بالمناسبة من رسم و قصة المبدع "بوب دي مور ".
في العدد (37) الصادر في ايلول 1962 انتقلت بساط الريح من الترجمة عن تان تان الفرنسية إلى مجلة إيجل الانكليزية و بدلاً من أربع صفحات بدأت تنشر صفحة واحدة مسلسلة و استمرت بذلك حتى العدد 42 و من بعد العدد 42 تعود بساط الريح إلى حضن تان تان...
و إلى العدد (67) الصادر في نيسان 1963 و طبعا مع غياب استهلاليات "البابا رشاد" و استمرار حكاياه التي استمدها اليوم و من جديد من "ايجل" الانكليزية بقصة رباعية .

في العدد ( 74) الصادر في أيار 1963 بدأت حقبة تحريرية جديدة على الأقل في الظاهر حيث تم استفتاح العدد بكلمة "للبابا فؤاد/فؤاد نخلة " عرّاب الاتفاقيات من جديد مع لومبارد و كاسترمان الفرنسيات و لكن ما زالت الحواديت "للبابا رشاد " و من تان تان تحديداً ...
في العدد (78) الصادر في حزيران 1963 و مع استهلالية "البابا فؤاد" و قصص "البابا رشاد" تم الإعلان للمرة الأولى عن مجلة سوبرمان و استمر الإعلان حتى العدد (80)...
في العدد (86) الصادر في آب 1963 مع استهلالية البابا فؤاد و تقديم البابا رشاد نشرت القصة الرباعية الأولى ذات النكهة العربية ...و كانت الرسوم بريشة محمود كحيل و السيناريو لـ"ف.ن.سعدة " و الذي هو فؤاد نخلة نفسه بالمناسبة !!!
استمرت حواديت وحكايا البابا رشاد مع افتتاحية "البابا فؤاد" حتى العدد (99) الصادر في تشرين الثاني 1963 و مع قصة من الكوميكس البريطاني ...

في الفترة ما بين العدد 86 و العدد 99 كان " البابا فؤاد " لا يكتفي باستهلالية العدد بل هو نفسه قام بتقديم القصص و يبدو أن توجهه كان نحو اعتماد القصة العربية ففي العدد (89) كانت بدايات "حكايا العم فؤاد " و التي قدم لنا فيه قصة عربية بريشة كحيل و رسوم ف.ن و لا أدري سبب كتمانه لاسمه ...
في العدد (105) كانون الثاني 1964 و الذي يعتبر العدد المفصلي لمجلة الريح بساط فهو أول عدد بالقياس الكبير "للأسف سيكون واحدا من اثنين فقط " و فيه بدت همة اسرة التحرير ممثلة بالبابا فؤاد نخلة بتوقيع اتفاق مع لومبارد من جديد و كاسترمان و بدت ارهاصات ذلك بنشر أول قصة رباعية لشخصية "آلان لانديه" و للمرة الأولى بالعربية و هي شخصية ابدعها وينبرغ صاحب شخصية دان كوبر الشهيرة ...
في العدد (137) آب 1964 و للمرة الأولى يوافق غلاف مجلة بساط الريح مجلة تان تان و الذي يتعلق بالقصة الرباعية المنشورة في كلا العددين "للقرصان توم سوفيل" و بالطبع مع استهلالية البابا فؤاد و حكاياه ....

في العدد (138) آب 1964 بدأت بساط الريح من جديد رباعيات ليست قصصا حقيقية كما جرت العادة بل لبطل جديد من تان تان إنه "الملازم بيرتون " للمبدع فونكن صاحب الشخصيات الأشهر " الفارس الأبيض و جاك ديموند و كابيتان " و استمرت هذه الشخصية في الظهور عبر بساط الريح لكثير من الاعداد حتى بعد حقبة البابا فؤاد .
العدد (142) أيلول 1964 سيكون آخر عدد يستهله "البابا فؤاد" و مع " 27 " قصة قصيرة يختتم فؤاد نخلة مشواره التحريري و الحكواتي في قصة للملازم بيرتون .
تعتبر حقبة "البابا درويش / درويش عبد الرحيم " هي حقبة نضوب المصادر الفرنسية " 8 قصص من أصل 47 " و توجهت المجلة في قصصها المصورة القصيرة نحو السوق الأمريكية و الانكليزية و تحديدا من " Eagle " و شقيقتها "Girl " .

في العدد (143) أيلول 1964 كانت أول افتتاحية للبابا درويش مع قصة قصيرة من مجلة تان تان ورسوم فانس !!!
في العدد (149) تشرين الثاني 1964 مع افتتاحية و تقديم البابا درويش كانت القصة الأخيرة للملازم بيرتون في بساط الريح بإصدارها الأول ...
في العدد (157) كانون الأول 1964 سيبدأ البابا درويش بثلاثيات "3 صفحات" من الكوميكس البريطاني متناوبة ما بين "ايجل " و " غيرل" ....
العدد (159) كانون الثاني 1965 سيكون آخر عدد يفتتحه البابا درويش مع بقاء اسمه ضمن طاقم التحرير و استمرار حكاياته ...
العدد (179) حزيران 1965 سيكون آخر عدد مترجم عن تان تان مع تقديم البابا درويش لحكايته. 

و استمر البابا درويش بحكاياته في فترة عصيبة على الشركة مرت فيها بالعديد من الانتكاسات المالية الناجمة عن ضعف التصريف و نضوب الموارد القصصية مالياً و ترافق هذا مع الشح و الركود الاقتصادي في العالم العربي قبيل 1967 و التراشقات السياسية بين الدول العربية جميع تلك العوامل أدت إلى توقف قلب المجلة النابض دون حتى إتمام قصصها التي شرعت بها و يعتبر العدد 196 الصادر في ؟؟ 1965 شهادة وفاة لهذه المجلة و كان موتها صدمة لمتابعيها و محبيها .
محبكم هيثم ...دمتم بخير و الى ملتقى جديد بإذن الله تعالى .

هناك 5 تعليقات:

  1. وبعدها ينتقل درويش عبد الرحيم الى الكويت وبصدور العدد الأول من مجلة سعد يواصل ذات المشوار الذي بداه في بساط الريح

    ردحذف
  2. http://www.arabcomics.net/phpbb3/viewtopic.php?f=123&t=100328&p=727778&hilit=%D8%B3%D8%B9%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84#p727778

    ردحذف
    الردود
    1. يا هلا بالصديق الفنان مصطفى بك، إضافة مميزة بارك الله فيك

      حذف
  3. زمن جميل لن يتكرر كنا نتابعها في اليمن ولكن ليس كأعداد مستقلة بل مجلدات ويحضرني مع جميع أصدقائي شعور بالأسى لأمرين أولها توقف هذه المجلدات الرائعة مطلع الثمانينات وثانيها أننا لم نستطع إكمال قصة لاكي لوك مع بيلي الشقي وذلك لصدور المجلد على ما أظن رقم 25 وهو ناقص عددان اثنان... آآآآخ
    تحية وتقدير للبنان بلد الثقافة والفن والأصالة

    ردحذف
    الردود
    1. على الرحب والسعة وشكرا لمشاركتك الكريمة
      تجد تتمة قصة لاكي لوك وبل وجميع قصصه بالعربية على موقع عرب كوميكس
      تحياتي

      حذف